اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

دعاية في عصر ما قبل الإنترنت.. كيف غزت السجائر والصابون عالم الانتخابات الأمريكية؟

 الانتخابات الأمريكية
الانتخابات الأمريكية

قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية، كانت الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة تعتمد بشكل كبير على الابتكار والإبداع للوصول إلى الناخبين وإقناعهم. إذ لم تكن هناك وسائل سهلة للتواصل مع الجمهور، مما جعل الأمر يتطلب جهدًا كبيرًا في اختيار الطرق الأكثر جاذبية وفاعلية.

السجائر كوسيلة دعاية


في القرن التاسع عشر، كانت علب السجائر واحدة من أبرز الوسائل التي استخدمها المرشحون للإعلان عن حملاتهم. كان التدخين جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية في أمريكا، مما جعل علب السجائر مكانًا مثاليًا لوضع إعلانات الحملات الانتخابية. على سبيل المثال، أصدرت حملة المرشح الرئاسي بيجامين هاريسون علبة سجائر مصممة على شكل كوخ خشبي، بينما قامت حملة هنري كلاي بإصدار غليون يحمل رأسه. وفي وقت لاحق، أصدرت حملة ويليام هوارد تافت سيجارًا ضخمًا مزينًا بوجهه، حيث قام بتوزيعه عندما كان قاضيًا فيدراليًا.

مع تحول الأمريكيين من السيجار إلى السجائر في القرن العشرين، بدأت شركات التبغ في إنتاج عبوات خاصة لكل مرشح في فترة الانتخابات. وكانت متاجر التبغ تبيع هذه العبوات جنبًا إلى جنب، مما جعل المبيعات تعكس بشكل غير رسمي تفضيلات الناخبين. رغم المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، استخدم المرشحون هذه الاستراتيجية بنجاح حتى في الثمانينيات، مثل المنافسة بين جورج بوش الأب ومايكل دوكاكيس.

صابون الأطفال كأداة دعائية
في انتخابات عام 1896، برز صابون الأطفال كوسيلة غير تقليدية للدعاية. خلال تلك الانتخابات، كان السباق بين الجمهوري ويليام ماكينلي والديمقراطي ويليام جينينجز برايان، وكانت القضية الرئيسية هي التحول من معيار الذهب إلى خطة "الفضة المجانية". استخدمت شركات الصابون مثل جيرجنز تكنولوجيا جديدة لتصنيع قطع صابون على شكل أطفال، مع عبارات سياسية على الصناديق مثل "والدي يريد الفضة المجانية!"، مما أعطى لمسة عائلية للسياسة.

معكرونة كرافت كوسيلة دعائية
في عام 1996، اتجهت شركة كرافت لصناعة "الماك آند تشيز" إلى استخدام المنتج كوسيلة دعائية خلال المؤتمرات الوطنية للحزبين. قامت الشركة بإنتاج صناديق خاصة تحتوي على معكرونة بشكل حمر وفيلة، في محاولة لجذب انتباه الناخبين وتوجيههم نحو خيارات معينة.

الألعاب والدمى
حتى الأطفال، الذين لا يحق لهم التصويت، لم يكونوا بعيدين عن الدعاية الانتخابية. على سبيل المثال، كانت حملة جروفر كليفلاند تستفيد من الاهتمام بزوجته الشابة فرانسيس من خلال طباعة مجموعة من بطاقات اللعب، حيث ظهرت فرانسيس في دور الملكات وكليفلاند كملك. في انتخابات عام 1896، أصدرت شركة ألعاب مبتكرة لعبة "الفوضى الرئاسية"، وهي لعبة تعتمد على نتائج المجمع الانتخابي.

تظهر هذه الأمثلة كيف تمكن المرشحون في العصور السابقة من ابتكار أساليب دعائية غير تقليدية وفعالة لجذب الناخبين وإقناعهم. في غياب وسائل التكنولوجيا الحديثة، كانت الحملات الانتخابية تتطلب جهدًا وإبداعًا كبيرين، مما ساهم في تشكيل تاريخ الانتخابات الأمريكية.