روسيا تقود تحالف بريكس.. إرادة التغيير تتحدى الهيمنة الأمريكية
خلال قمة مجموعة "بريكس" التي استضافتها روسيا مؤخرًا، أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سلسلة من الرسائل القوية، موجهًا تهديدات ضد ما أسماه "الهيمنة الأمريكية" على الساحة العالمية. وتطرق بوتين إلى خطط الدول الغربية لعزل موسكو عبر فرض العقوبات، مُشيرًا إلى استخدام أوروبا لما وصفه بـ"أدوات الاستعمار الجديد" في القارة الإفريقية، بالإضافة إلى رغبته في التفاوض مع أوكرانيا لحل الصراع القائم.
إضعاف العقوبات
وفي تعليقه على نتائج القمة، أكد ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الأوراسية، أن نجاح قمة "بريكس" يسهم في إضعاف العقوبات الغربية المفروضة على الاقتصاد الروسي وكسر العزلة الدولية التي سعى الغرب لفرضها على موسكو. وأوضح أن هذا النجاح يمكّن روسيا من بناء علاقات تجارية مع دول "بريكس" وغيرها من الدول الراغبة في الانضمام.
وأشار بريجع إلى أن القمة تحمل رسالة هامة تفيد بأن روسيا ودول "بريكس" في طريقهن لتشكيل نظام عالمي جديد قائم على التعددية القطبية، بهدف كسر الهيمنة الأمريكية والغربية.
دور "بريكس" في حل النزاعات
وفي سياق متصل، اعتبر بريجع أن النظام العالمي الجديد الذي تسعى "بريكس" لتشكيله سيكون له دور رئيسي في حل النزاعات الدولية وملفات السياسة الخارجية المتعلقة بالأمم المتحدة. وأكد على أن روسيا تعمل على تنفيذ سياساتها في "بريكس" لتحديد دورها في العالم الجديد، مع إمكانية أن تلعب دول "بريكس" دورًا محوريًا في هذا النظام.
وأوضح أن انعقاد القمة في مدينة قازان، عاصمة جمهورية تتارستان الروسية، يدل على رغبة بوتين في تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية، وأيضًا على أهمية مشاركة باقي الجمهوريات الروسية في السياسة الخارجية.
كسر العزلة والنجاح في قمة "بريكس"
من جهته، أكد الدكتور نبيل رشوان، المحلل السياسي والخبراء في الشؤون الروسية، أن روسيا تمكنت من كسر العزلة التي حاول الغرب فرضها عليها، خاصة في ظل مشاركة جميع الدول النفطية في القمة. وأشار إلى أن الدول المشاركة تمثل أكثر من نصف سكان العالم، مما يعزز موقف روسيا كقطب عالمي.
كما تحدث رشوان عن إمكانية إنشاء عملة موحدة بين دول "بريكس"، معتبرًا أن هذا الأمر يعتبر خطوة مهمة رغم أنه لا يزال في مراحل التخطيط. وأشار إلى أن إنشاء بنك التنمية الجديد كبديل للبنك الدولي يستهدف تقويض هيمنة الدولار.
وأضاف رشوان أن الدول في "بريكس" تستعد للتدخل في القضايا والتوترات الدولية الحالية، مما يبرر إرسال بوتين شخصيات بارزة إلى تل أبيب في مسعى لوقف النزاع في غزة ولبنان، وهو ما يعد جزءًا من الجهود لتعزيز مكانة "بريكس" كقوة سياسية صاعدة.