اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي

الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي يتواصلان لبحث تصعيد الأوضاع في الشرق الأوسط

الرئيس السيسي وماكرون
الرئيس السيسي وماكرون

تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً اليوم من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تناول الجانبان التصعيد الجاري في الشرق الأوسط وسبل الحد منه، وتعزيز مسار التهدئة في المنطقة.

وذكر المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيسين أكدا على أهمية ضبط النفس وضرورة وقف دائرة الاستهدافات المتبادلة، التي وضعت منطقة الشرق الأوسط على حافة خطر الحرب الإقليمية، مما يهدد مقدرات جميع شعوب المنطقة.

في هذا السياق، استعرض الرئيسان الجهود الجارية لوقف إطلاق النار في غزة ولبنان، مع التأكيد على أهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ. كما شددا على ضرورة احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، مع التأكيد على دعمهما لمؤسسات الدولة اللبنانية.

وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تضمن أيضاً تأكيد عمق العلاقات الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، وحرصهما على استمرار التعاون في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والاستثمارية، بما يخدم مصالح الشعبين المصري والفرنسي الصديقين. وتواصل الجانبان في التشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، مما يعكس التزامهما بتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.


عشر سنوات من التعاون الاستراتيجي.. العلاقات المصرية الفرنسية في عهد السيسي


شهدت العلاقات بين مصر وفرنسا تطورًا ملحوظًا خلال السنوات العشر الماضية، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم في عام 2014. انطلقت هذه العلاقات من إرادة سياسية مشتركة وحرص قيادتي البلدين على تعزيز التعاون والدفع به إلى آفاق أوسع، مستندتين إلى ثقل الدولتين وتأثيرهما الإقليمي والدولي.

نجحت الدبلوماسية المصرية، التي رسم معالمها الرئيس السيسي منذ توليه الحكم، في تحقيق انطلاقة جديدة لتعزيز دور مصر المحوري إقليميًا ودوليًا، واستعادة مكانتها بما يخدم مصالح الشعب المصري. وقد أكّد الرئيس السيسي أن "مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليمياً ودولياً وفق ثوابت راسخة تعتمد على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام".

خلال هذه الفترة، أظهرت السياسة الخارجية المصرية نشاطًا ملحوظًا، حيث ارتكزت على الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن في العلاقات مع مختلف دول العالم. كما سعت إلى فتح آفاق جديدة للتعاون، مع الالتزام بمبادئ تعزيز السلام والاستقرار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

تجسد الروابط بين القاهرة وباريس طفرة كبيرة في جميع المجالات، بما في ذلك المجالات الاستراتيجية والاقتصادية والثقافية. وحرص الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على تكثيف الاتصالات واللقاءات، بما يسهم في تعزيز العلاقات المتميزة واستمرار التنسيق حيال الأزمات الإقليمية.

كما شهدت السنوات العشر الماضية زيارات رئاسية متبادلة، حيث قام الرئيس السيسي بعدة زيارات رسمية إلى فرنسا، وكان من أبرزها زيارته في نوفمبر 2014، والتي عقد خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين الفرنسيين. وفي أكتوبر 2017، زار باريس على رأس وفد رفيع المستوى لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك. كما تواصلت الزيارات، بما في ذلك زيارة ماكرون لمصر في نوفمبر 2022 للمشاركة في قمة المناخ.

وأكد وزير الخارجية سامح شكري خلال مباحثاته مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا، على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين مصر وفرنسا، مشيدًا بالإنجازات التي تحققت في مجالات التعاون المختلفة.

كما شهدت العلاقات الاقتصادية تطورًا كبيرًا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 4 مليارات يورو. وتعتبر فرنسا ثاني أكبر مورد للقمح إلى مصر، مما يعكس اهتمامها بالأمن الغذائي المصري.

كما تمثل الاستثمارات الفرنسية في مصر حوالي 5.5 مليار يورو، وتهدف إلى تعزيز التعاون في مجالات مثل النقل والطاقة والصناعة. وقد وقعت الوكالة الفرنسية للتنمية عدة اتفاقيات لدعم المشروعات التنموية في مصر، بما في ذلك استراتيجيتها الجديدة للتعاون والتي تصل قيمتها إلى 1.25 مليار يورو حتى عام 2025.

في المجال الثقافي، يواصل المعهد الفرنسي في مصر دوره الفاعل في تعزيز التعاون بين البلدين، حيث يحظى المواطن الفرنسي بفرصة الاطلاع على الحضارة المصرية العريقة من خلال رحلات السياحة الثقافية.

تمثل السنوات العشر الماضية نقطة تحول في العلاقات المصرية الفرنسية، وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون المستقبلي بين البلدين، خاصة في ظل النهضة السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر.