الصراع نحو البيت الأبيض.. التعادل يوازي الكفة بين ترامب وهاريس
قبل أقل من شهر على الانتخابات الأمريكية، تتصاعد حدة المنافسة بين دونالد ترامب وكاملا هاريس، لتصبح أشبه بعراك الأيادي، حيث يسعى كل طرف للحصول على أصوات الناخبين في سباق متقارب للغاية. يشير المحللون إلى أن السباق نحو البيت الأبيض يشهد تعادلاً شديداً على مستوى البلاد، وكذلك في كل ولاية، مما يعني أن الفارق في النتائج سيكون ضئيلاً، وأي صوت يتم استمالته يمكن أن يوجه الضربة القاضية للطرف الآخر.
يقول ديفيد غرينبرغ، المتخصص في تاريخ الانتخابات بجامعة روتغرز، إن فارقاً بنقطة واحدة أو نقطتين قد يكون حاسماً في سباق يتسم بهذه القوة. ومع اقتراب موعد الانتخابات، يسعى خبراء الحملة الانتخابية إلى تحقيق أي فارق يمكنهم الوصول إليه، حيث إن خطأ بسيط قد يقلب الأمور رأساً على عقب في هذه المرحلة الحساسة.
خلال العام، شهدت الساحة السياسية العديد من التقلبات، بما في ذلك محاولة اغتيال أحد المرشحين وإدانته بارتكاب جريمة، في حين اضطر الرئيس السابق جو بايدن إلى الانسحاب من السباق، مما أفسح المجال لنائبته الأصغر سناً. في هذا السياق، يمكن أن تؤدي المفاجآت في أكتوبر إلى تأثيرات كبيرة، حيث لا يكون للمرشح ما يكفي من الوقت لاستعادة طاقته بعد أي هفوة أو تعثر. كما يتذكر الجميع كيف حصل ترامب على رسائل إلكترونية من هيلاري كلينتون في انتخابات 2016، مما أدى إلى تغييرات دراماتيكية.
هذا الأسبوع، شهدت الساحة العديد من المشاجرات، والتي قد تتحول إلى عواصف سياسية مع اقتراب يوم الخامس من نوفمبر. أحد أبرز هذه العواصف هو الإعصار هيلين، الذي اجتاح جيورجيا وكارولينا الشمالية، حيث أسفر عن وفاة 200 شخص حتى الآن. اعتبرت هاريس هذه الكارثة الإنسانية جزءاً من حملتها الانتخابية، حيث تعهدت بتقديم دعم طويل الأمد للمناطق المتضررة، في حين انتقد ترامب الحكومة، مشيراً إلى أن الأموال المخصصة للمساعدات قد تم إنفاقها على المهاجرين.
أموال المساعدات الطارئة
ورغم أن أموال المساعدات الطارئة منفصلة عن ميزانية المهاجرين، إلا أن الشكوك التي أثارها ترامب قد تؤثر على الآراء العامة، خاصة بين الناخبين الذين قد يتذمرون من جهود الإغاثة. في هذه الأوقات الصعبة، يصبح من الصعب على الحكومة تلبية احتياجات الجميع، مما يزيد من تعقيد الوضع.
وعلى بعد آلاف الكيلومترات من الكارثة الطبيعية، يواصل النزاع في غزة التأثير على السياسة الأمريكية، حيث يهدد بتفجير نزاع إقليمي شامل بعد التوغل الإسرائيلي في لبنان. في ظل هذه الأوضاع المتوترة، تضغط إيران عبر إطلاق صواريخ على إسرائيل، مما يزيد من تعقيد المشهد.
تظهر هاريس نفسها كمرشحة للتغيير، لكنها تواجه تحديات بسبب ارتباطها بسياسات الإدارة الحالية، خاصة في ما يتعلق بالدعم الأمريكي لإسرائيل. بينما يتطلع الديمقراطيون إلى تحقيق مكاسب انتخابية، فإن موقفهم بشأن النزاع في الشرق الأوسط قد يؤثر على نتائجهم، خصوصاً مع وجود ناخبين أمريكيين من أصل عربي ونشطاء من الشباب الذين يعارضون الحرب.
على الصعيد الاقتصادي، تلقت هاريس والديمقراطيون خبرًا سارًا بفضل إحصائيات التوظيف التي تشير إلى زيادة في الوظائف وهبوط نسبة البطالة إلى 4.1%. ومع ذلك، يوضح غرينبرغ أن مشاعر الناخبين تجاه الاقتصاد تتجاوز مجرد إحصائيات البطالة، حيث تتأثر العديد من المناطق الريفية التي تعاني من تراجع الصناعة حتى في أوقات الرخاء.
بينما حقق ترامب نتائج أفضل من هاريس فيما يتعلق بقدرته على تحسين الاقتصاد، تشير استطلاعات الرأي إلى أن التقدم ليس مضمونًا، حيث أظهر تقرير كوك السياسي تساوي المرشحين في التعامل مع التضخم. واحتفظت أزمة الإضراب في الموانئ التي أغلقت لفترة وجيزة، بحدوث اضطرابات في الإمدادات، ولكن تم التوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات، مما أعاد الأمور إلى طبيعتها.
ومع تصاعد الأزمات، يعود ترامب إلى الواجهة مع الكشف عن أدلة جديدة تتعلق بأعمال الشغب في الكونغرس، حيث أظهرت الوثائق تفاصيل حول محاولاته لقلب نتائج انتخابات 2020. في هذا السياق، يُظهر استطلاع للرأي أن الناخبين يفضلون هاريس على ترامب في قضايا حماية الديمقراطية، مما يبرز أن كل شيء يتعلق بالأشهر الأخيرة من فترة ترامب الرئاسية يمكن أن يعزز من فرص الديمقراطيين.
تتجه الأنظار نحو الأسبوعين القادمين، حيث يمكن أن تتغير المعادلات في أي لحظة، مما يجعل الانتخابات المقبلة محط أنظار الجميع في الولايات المتحدة.