الرئيس السيسي في قمة «بريكس»: ضرورة تعزيز التعاون المالي والاستثماري بين الدول الأعضاء
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته في الجلسة العامة الأولى لقمة تجمع "بريكس"، التي حضرها الرئيس الروسي، على أهمية دفع أطر التعاون في مجالات التسويات المالية، مشددًا على ضرورة استخدام العملات المحلية لتعزيز التبادلات التجارية بين الدول الأعضاء.
وأشار السيسي إلى الحاجة الملحة لتدشين مشروعات اقتصادية واستثمارية وتنموية مشتركة، مؤكدًا على أهمية التركيز على مجالات الزراعة والصناعة والتحول الرقمي. كما دعا إلى دعم الدور الحيوي لمجلس أعمال "بريكس" وتحالف سيدات الأعمال في تعزيز التعاون بين القطاع الخاص وأصحاب الأعمال، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام.
وأوضح الرئيس السيسي أن توسيع عضوية تجمع "بريكس" في مطلع العام الجاري يعد تجسيدًا لنية الدول الأعضاء في تعزيز التعاون متعدد الأطراف وإعلاء صوت ومصالح الدول النامية. وأعرب عن أمله في أن تسهم هذه الجهود في تحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى المعيشة لشعوب الدول الأعضاء.
وفي سياق متصل، على هامش زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مدينة قازان الروسية، حيث تُعقد قمة تجمع دول البريكس خلال الفترة من 22 إلى 24 أكتوبر 2024، التقى وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.
شهد الاجتماع نقاشًا موسعًا حول مختلف أوجه التعاون الثنائي بين مصر وروسيا، حيث تناول الوزيران المشروعات التنموية المشتركة التي يجري تنفيذها حاليًا. وأكد الجانبان على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، بما يسهم في تحقيق المصالح المشتركة.
كما تناول اللقاء آخر التطورات في الأوضاع السياسية والأمنية في كل من غزة ولبنان، حيث ناقش الوزيران المخاطر المحتملة الناتجة عن الوضع الإقليمي المتدهور، والذي قد ينذر بانزلاق المنطقة إلى صراع أوسع قد يهدد استقرارها.
وعرض الوزير عبد العاطي الجهود المصرية المتواصلة لبلوغ وقف فوري ودائم لإطلاق النار، مع التركيز على ضرورة الإفراج عن الرهائن، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية. وأعرب الوزيران عن توافقهما على ضرورة إنهاء الأعمال الحربية في غزة ولبنان، والسعي نحو تسوية سياسية تضمن الاستقرار الإقليمي، بما في ذلك إقامة دولة فلسطينية كحل نهائي للنزاع القائم.
بالإضافة إلى ذلك، بحث الجانبان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز التعاون الثنائي وتطوير المصالح التجارية والاقتصادية، في إطار عضوية البلدين في تجمع بريكس.
وفي سياق متصل، يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم (الأربعاء) في جلستي عمل ضمن فعاليات قمة مجموعة "بريكس" التي تستضيفها مدينة قازان الروسية، والتي بدأت أعمالها أمس (الثلاثاء) وتستمر حتى غد (الخميس). القمة تشهد مشاركة مصر لأول مرة كعضو في المجموعة، حيث يشارك الرئيس السيسي في الجلسة الأولى المغلقة التي جمعت قادة دول بريكس، والجلسة الثانية الموسعة التي تناولت التطورات الدولية والتعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء.
أكد الرئيس السيسي خلال مشاركته في القمة على رؤية مصر فيما يتعلق بعدة قضايا دولية وإقليمية هامة، مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون بين دول التجمع لضمان تطوير العمل متعدد الأطراف. كما شدد السيسي على أن التعاون الاقتصادي والتنموي المشترك بين دول بريكس يجب أن يكون جزءًا لا يتجزأ من التصدي للتحديات الاقتصادية والسياسية المركبة التي يشهدها العالم حاليًا.
وأشار السيسي إلى ضرورة إصلاح الهيكل المالي العالمي لتحقيق التوازن العادل، خاصة فيما يتعلق بإعطاء صوت أقوى للدول النامية في المحافل الدولية. وتأتي هذه الدعوة في سياق تنامي التأثيرات السلبية للصراعات والأزمات الدولية على مسار التنمية في تلك الدول، وهو ما يضع على عاتق المجتمع الدولي مسؤولية كبيرة لتوفير دعم أكبر لاقتصاداتها.
كما تناول السيسي قضايا تغير المناخ، ودعا إلى تعزيز الجهود المشتركة في هذا المجال، مؤكداً أهمية اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم الدول النامية في مواجهة تحديات البيئة والمناخ. وركز السيسي على أهمية دور مصر في تعزيز التعاون الاقتصادي في إطار تجمع بريكس، مشيرًا إلى أن العلاقات مع الدول الأعضاء تمثل أهمية استراتيجية بالنسبة لمصر.
وعلى هامش القمة، التقى السيسي بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث بحثا سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. بوتين رحب بمشاركة مصر كعضو جديد في تجمع بريكس، مؤكداً أن انضمام مصر يضيف قيمة لمسارات عمل التجمع ويساهم في تعزيز دوره كمنصة للتعاون متعدد الأطراف بين الدول النامية.
من جهته، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لجهود روسيا خلال رئاستها للتجمع، مشيرًا إلى أن العلاقات المصرية الروسية شهدت تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة في مختلف المجالات، استناداً إلى اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم توقيعها في عام 2018. كما أشاد بالتعاون القائم في عدد من المشروعات المشتركة، خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ومشروع إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية.
المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية أفاد بأن اللقاء بين السيسي وبوتين تطرق أيضًا إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية، حيث تم التأكيد على ضرورة خفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما في ظل التطورات الأخيرة. دعا الرئيسان إلى وقف إطلاق النار الفوري في كل من غزة ولبنان، وتفادي التصعيد الذي قد يجر المنطقة إلى مزيد من الأزمات. كما شدد السيسي على أهمية تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، ودعم استقرار وأمن لبنان.
وشملت المناقشات أيضًا الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث أعاد السيسي التأكيد على موقف مصر الداعي إلى حل الأزمات من خلال الحوار والدبلوماسية، بما يحفظ السلام والأمن الدوليين، ويحمي حقوق ومقدرات الشعوب.
تجدر الإشارة إلى أن قمة بريكس لهذا العام تعد الأولى التي تشارك فيها مصر كعضو كامل العضوية، بعد أن تم قبول انضمامها رسمياً إلى التجمع بداية هذا العام. وتجدر الإشارة إلى أن تجمع بريكس يضم في عضويته البرازيل، روسيا، الهند، الصين، وجنوب أفريقيا، إلى جانب الأعضاء الجدد مصر، إثيوبيا، إيران، السعودية، والإمارات.