اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون رئيس التحرير محمود نفادي
كيف نميز بين وسوسة الشيطان ودعوة النفس؟.. الدكتور علي جمعة يوضح مفتي الديار المصرية: تجديد الخطاب الديني هدفه استيعاب الواقع المتجدد برؤية حكيمة مدير الجامع الأزهر: الإسلام يدعو إلى الأمن والأمان والتمسك بالأحكام لتحقيق سعادة البشرية مفتي الديار المصرية لوفد برنامج الأغذية العالمي: مستعدون للتعاون في كل ما ينفع البشرية أمين ”البحوث الإسلامية”: الشريعة حرصت على البناء المثالي للأسرة بأسس اجتماعية سليمة بالقرآن والسنة.. الدكتور علي جمعة يكشف حكم زواج المسلمة من غير المسلم أمين مساعد البحوث الإسلامية: التدين ليس عبادة بالمساجد بل إصلاح وعمارة الكون الأوقاف المصرية: إيفاد سبعة أئمة إلى “تنزانيا والسنغال والبرازيل” «الإسلام وعصمة الدماء».. الجامع الأزهر يحذر من استباحة دماء المسلمين الأوقاف المصرية تعلن موضوع خطبة الجمعة القادمة.. ”أَنْتَ عِنْدَ اللهِ غَالٍ” حكم عسكري في غزة.. بين استراتيجيات الماضي ومخاطر المستقبل هل تصب تهديدات بوتين النووية في مصلحة ترامب؟

الأوقاف المصرية: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا».. موضوع خطبة الجمعة القادمة

وزارة الأوقاف المصرية
وزارة الأوقاف المصرية


أعلنت وزارة الأوقاف المصرية، عن موضوع خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024م بعنوان : "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا".
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة هو توجيه وعي جمهور المسجد إلى أن الإنسان يخاطب الناس جميعًا بأحسن القول وأجمل الكلام، وأن يطهر لسانه من الكذب وفحش القول، مع الإشارة إلى أن نقول للناس حسنًا في عالم الواقع أو في العالم الافتراضي السوشيال ميديا.
وأضافت وزارة الأوقاف أن عناصر الخطبة تهدف إلى بيان أن الكلام الطيب والقول الحسن من أعظم ما يهدي الله عز وجل إليه الإنسان، وأن الله عز وجل أمر بالقول الحسن لجميع الناس، وأن الكلمة الطيبة له ثمرتها في عالم الواقع وفي العالم الافتراضي (السوشيال ميديا).

نص خطبة الجمعة القادمة:


«وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»


الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا تَقُولُ، وَلَكَ الحَمْدُ خَيْرًا مِمَّا نَقُولُ، سُبْحَانَكَ لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، إلهًا أَحَدًا فَرْدًا صَمَدًا، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَرْسَلَهُ اللهُ تَعَالَى رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَخِتَامًا لِلأَنْبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ مِن أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى الإِنْسَانِ أَنْ يَهَبَهُ لِسَانًا طَيِّبًا أَنِيقًا، وَيَهْدِيَهُ إِلَى أَنْ يَنْطِقَ بِكُلِّ حَسَنٍ رَفِيعٍ مُنِيرٍ، فَيُدْخِلَ السُّرُورَ عَلَى النَّاسِ بِبَدِيعِ كَلَامِهِ، وَيُكَفْكِفَ دُمُوعَهُمْ بِعَذْبِ قَوْلِهِ، يُشَجِّعُ بِكَلِمَتِهِ طِفْلًا، وَيُقَوِّي ضَعِيفًا، وَيَجْمَعُ شَمْلَ أُسْرَةٍ، فَأَكْرِمْ وَأَنْعِمْ بهِدَايَةِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ، قَالَ سُبْحَانَهُ: {وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الحَمِيدِ}.
أَيُّهَا النَّاسُ! الْزَمُوا مَعَالِيَ الأُمُورِ وَمَكَارِمَ الأَخْلَاقِ {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، قُولُوا لِكُلِّ النَّاسِ حُسْنًا، فَإِنَّ القُرْآنَ حَكِيمٌ فِي اخْتِيَارِ كُلِّ لَفْظٍ وَانْتِقَاءِ كُلّ كَلِمَةٍ، فَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ: (وَقُولُوا لِلْمُسْلِمِينَ)، بَلْ قَالَ: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ}، أَيْ: لِكُلِّ النَّاسِ مَهَمَا كَانَ دِينُهُمْ أَوْ جِنْسُهُمْ أَوْ لَوْنُهُمْ.
فَانْثُرُوا رَقِيقَ الكَلَامِ وَحُلْوَهُ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ؛ اجْبُرُوا خَوَاطِرَ النَّاسِ حَتَّى يَجْبُرَ اللهُ خَوَاطِرَنَا، وَاعْلَمُوا أَنَّ صَاحِبَ القَوْلِ الحَسَنِ يذْكَرُ فِي السَّمَاءِ، فيَرتفِعُ عِنْدَ اللهِ ذِكْرُهُ، وَيرْتَقِي إِلِى رَبِّ العَالمَينَ عَمَلُهُ، قَالَ تعالى: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}.
إِنَّ الكَلمَةَ الحَسَنَةَ حَيَاةٌ نَابضَةٌ بِالنُّورِ وَالأَمَلِ وَالتَّفَاؤُلِ، فَهَنِيئًا لِمَنْ تَقَرَّبَ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِالْكَلِمِ الطَّيِّبِ الجَمِيلِ الرَّقِيقِ الَّذِي يُنِيرُ بِهِ عَالَم الوَاقِع وَالعَالَم الافْتِرَاضِيَّ (السوشيال ميديا)، وَلْيَهْنِهِ كُلُّ الخَيْرِ وَالفَضْلِ والنَّعِيمِ، قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «فِي الجَنَّةِ غُرْفَةٌ يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنِهَا وَبَاطِنُهَا مِنْ ظَاهِرِهَا لِمَنْ أَلَانَ الكَلَامَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَبَاتَ للهِ قَائِمًا وَالنَّاسُ نِيَام»، وَقَال صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: «إِنَّ مِنْ مُوجِبَاتِ المَغْفِرَةِ بَذْلَ السَّلَامَ، وَحُسْنَ الكَلَامِ».
أَيُّهَا السَّادَة! قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا؛ فَإِنَّ فِي القَوْلِ الحَسَنِ طَاعَةً لِأَمْرِ رَبِّكُمْ، وَنَزْعًا لِفَتِيلِ الأَزَمَاتِ وَالخُصُومَاتِ بَيْنَكُمْ، وَإِفْشَالًا لِخُطَطِ الشَّيْطَانِ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ، وَاسْتَمِعْ إِلَى هَذَا البَيَانِ الإِلَهِيِّ: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْـزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا}.
قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا، فَكَمْ مِن كَلِمَةٍ حَسَنَةٍ دَفَعَتْ أَذًى، وَنَصَرَتْ مَظْلُومًا، وَفرَّجَتْ كُرْبةً، وَعَلَّمتْ سَائِلًا، وَذكَّرَتْ غَافِلًا، وَهَدَتْ مُسْتَرْشِدًا، وَرَأَبَت صَدْعًا، وَأَطْفَأَتْ فِتْنَةً! وَكَمْ مِنْ حِبَالِ وُدٍّ وَصَلَتْهَا كَلِمَةٌ، وَكَمْ مِنْ خُصُومَاتٍ بَيْنَ الأَحِبَّةِ أَزَالَتْهَا كَلِمَةٌ!
اجْعَلوا كُلَّ كَلَامِكم ذَوْقًا، وَنُورًا، وَتِرْيَاقَـًا، وَبَلْسَمًا، وَإِيَّاكُمْ وَالفُحْشَ وَالسَّبَّ وَالشَّتْمَ وَالتَّنَمُّرَ والتَّنَقُّصَ بِأَيِّ لَفْظٍ أَوْ إِشَارَةٍ، فَمَا كَانَ صَاحِبُ الجَنَابِ المُحَمَّدِيِّ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ فَاحِشًا، وَلَا مُتَفَحِّشًا، وَلَا سَبَّابًا، ولا لَعَّانًا، بَلْ كَانَت كُلُّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فِمهِ الشَّرِيفِ تَتَنَزَّلُ عَلَى قَلْبِ مَنْ يُخَاطِبَهُ كَأَنْفَاسِ الزَّهْرِ فِي فَجْرِ الرَّبِيعِ، وكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ كَأَنَّ النُّورَ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ ثَنَايَاهُ.


الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فما أجمل أَنْ نطَيِّبَ الْقَلْوبَ وَالنَّفْوسَ بِكَلِمَةٍ حَسَنَةٍ، كَمَا طَيَّبَ رسَوَّلُ اللـهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلْبَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ أَبي قُحَافَةَ، حِينَ جَاءَ بِهِ ابْنُهُ الصِّدِّيقُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِيُسْلمَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَّا تَرَكَتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكَوْنَ أَنَا آتِيَهُ؟».
أَيُّهَا الكِرَامُ! لِيَكُنْ شِعَارُنَا {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}، انْشُرُوا الْحُبَّ فِي قُلُوبِ آبَائِكُمْ وأُمّهَاتِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ وَأَزوَاجِكُمْ بِالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، انْثُرُوا الوُدَّ بَيْنَ أَرْحَامِكُمْ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، انْشُرُوا الإِخَاءَ بَيْنَ النَّاسِ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، شَيِّدُوا قِلَاعَ المَحَبَّةِ بِجَمِيلِ كَلَامِكُمْ، كُونُوا لِأَخْلَاقِ النُّبُوَّةِ وَارِثِينَ، وَاعْلَمُوا أَنَّ كَمَالَ الْوِرَاثَةِ الْمـُحَمَّدِيَّةِ فِي قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}.
اللَّهُمَّ حَسِّنْ أَخْلَاقَنَا وَطَيِّبْ كَلَاَمَنَا وَاهْدِنَا لِما يُقَرِّبنا إِلَى رِضَاكَ

موضوعات متعلقة