أردوغان وبوتين.. وساطة تركية ومبادرات جديدة لحل أزمات أوكرانيا وسوريا

في اتصال هاتفي بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقش الزعيمان الأوضاع في البحر الأسود، والنزاع في أوكرانيا، والأزمة السورية، في محاولة لإيجاد مسارات دبلوماسية لحلحلة التوترات الإقليمية.
تركيا تعرض الوساطة مجددًا
أكد أردوغان خلال المكالمة أن تحقيق سلامة الملاحة في البحر الأسود سيشكل خطوة إيجابية نحو تهدئة الصراع مع أوكرانيا، معربًا عن استعداد أنقرة للمساهمة في جهود التسوية. وجدد الرئيس التركي عرضه لاستضافة محادثات سلام بين موسكو وكييف، في خطوة تعكس إصرار تركيا على لعب دور الوسيط رغم التعقيدات السياسية والعسكرية المحيطة بالنزاع.
يأتي ذلك في ظل إعلان الكرملين عن الموافقة المبدئية على تنفيذ "مبادرة البحر الأسود"، وهي مبادرة تمت مناقشتها بين روسيا والولايات المتحدة خلال محادثات الرياض، إلا أن موسكو وضعت شروطًا محددة قبل تنفيذها، مما يعكس استمرار حالة الشد والجذب بين الأطراف الدولية حول مستقبل الأزمة الأوكرانية.
تنسيق تركي-روسي
أما في الملف السوري، فقد شدد بوتين وأردوغان على أهمية ضمان وحدة وسيادة سوريا، واتفقا على تعزيز الاستقرار السياسي الداخلي من خلال دعم الحكومة السورية، واحترام الحقوق المشروعة لجميع المكونات العرقية والدينية في البلاد.
وكررت أنقرة تمسكها بالتعاون مع موسكو في الشأن السوري، معتبرة أن العمل المشترك ضروري لمنع تصاعد العنف الطائفي، ورفع العقوبات، وإعادة توزيع موارد البلاد بطريقة تدعم استقرارها الداخلي.
ومن الملفات الحساسة التي طُرحت، كان مصير قوات سوريا الديمقراطية، حيث شدد أردوغان على أن هذه القوات يجب أن تدمج ضمن المؤسسات الحكومية السورية، وهو ما يعكس مساعي تركيا لإضعاف النفوذ الكردي في المنطقة من خلال اتفاق مع روسيا.
إدارة مؤقتة في أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة
في تطور لافت، كشف بوتين خلال المكالمة عن تصوره لحل الأزمة الأوكرانية، مقترحًا إنشاء إدارة مؤقتة لحكم أوكرانيا برعاية الأمم المتحدة والولايات المتحدة، بالتعاون مع الدول الأوروبية. واعتبر الرئيس الروسي أن هذا الحل سيمهد الطريق أمام مفاوضات حقيقية مع كييف، لكنه أشار إلى أن روسيا لا تعرف مع من يجب أن تتفاوض، في إشارة إلى عدم استقرار القيادة الأوكرانية وتبدلها المستمر.
وأوضح بوتين أن الإدارة المؤقتة ستتولى تنظيم انتخابات ديمقراطية في أوكرانيا، على أن يتم بعدها البدء في محادثات حول معاهدة سلام طويلة الأمد. هذا الطرح يعكس محاولة موسكو فرض واقع جديد على الساحة الأوكرانية، في وقت تستمر فيه المعارك العسكرية والتوترات الجيوسياسية.
تركيا بين التوازنات الدولية والمصالح الإقليمية
يظهر من هذا الاتصال أن تركيا لا تزال تحاول لعب دور الوسيط بين روسيا والغرب، حيث تحافظ على علاقات متوازنة مع موسكو وكييف، بينما تسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز نفوذها في الملف السوري.
أما من جهة روسيا، فإن مقترح بوتين حول الإدارة المؤقتة في أوكرانيا يعكس رغبة موسكو في إعادة صياغة المشهد السياسي الأوكراني بالكامل، مع محاولة كسب دعم بعض القوى الدولية لهذه المبادرة.