لهذا السبب.. بوتين يوجه تحذيراً لترامب والولايات المتحدة
أطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيراً واضحاً للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول خططه لضم جرينلاند، بعد إعلان ترامب أكثر من مرة عن رغبته الجامحة في السيطرة على الجزيرة الخاضعة لسيطرة الدنمارك.
جاء تحذير بوتين بعد تصريحات ترامب الأخيرة التي أكد فيها عزمه على السيطرة على جرينلاند، مدعياً أن ذلك ضروري لـ"الأمن الدولي"، ومهدداً بالاستيلاء عليها "بطريقة أو بأخرى"، في الوقت الذي أعلنت فيه جرينلاند رفضها القاطع لأن تصبح جزءاً من طموحات ترامب التوسعية.
وفي تطور لافت، كشفت صحيفة "الإندبندنت" أن المسؤولين الأمريكيين فشلوا في العثور على أي شخص في جرينلاند مستعد لاستقبال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس وزوجته أوشا خلال زيارتهم المزمعة للجزيرة.
ووفقاً للتقارير، لجأ المسؤولون الأمريكيون إلى البحث "من باب إلى باب" لترتيب لقاء، لكنهم واجهوا رفضاً قوياً من السكان المحليين.
وبدا بوتين وكأنه يوجه رسالة تحذير لترامب خلال تعليقه على التطورات الأخيرة، قائلاً إنه "يراقب الموقف عن كثب".
وأشار في خطاب له إلى أن روسيا ستزيد من وجودها العسكري في القطب الشمالي، رغم تأكيده أن قضية جرينلاند "لا تعني روسيا مباشرة".
ولفت بوتين إلى أن تصريحات ترامب ليست مجرد "حديث عابر"، بل تعكس خططاً أمريكية جادة ذات جذور تاريخية لتعزيز النفوذ الجيوسياسي والعسكري في المنطقة. وأضاف: "سيكون خطأً فادحاً اعتبار هذا مجرد كلام غير مدروس".
كما حذر بوتين من أن دول حلف الناتو تتخذ من منطقة القطب الشمالي نقطة ارتكاز لصراعات محتملة، مؤكداً أن روسيا ستطور قدراتها الدفاعية و"لن تسمح باختراق سيادتها".
من جهة أخرى، أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى استعداد بلاده للتعاون في المنطقة مع "دول صديقة، بما فيها الغربية"، ما قد يترك هامشاً للتفاهم مع واشنطن.
يأتي هذا التصعيد في وقت تواصل الولايات المتحدة جهودها لوساطة وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وجرينلاند هي جزيرة تقع في شمال المحيط الأطلسي، وتعد أكبر جزيرة في العالم من حيث المساحة. تتبع جرينلاند مملكة الدنمارك، ولكنها تتمتع بحكم ذاتي.
الجغرافيا:
جرينلاند تقع بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي، وتحدها كندا من الشمال الغربي. تبلغ مساحة جرينلاند حوالي 2,166,086 كيلومتر مربع، مما يجعلها أكبر جزيرة في العالم.
السكان:
يبلغ عدد سكان جرينلاند حوالي 56,000 نسمة، معظمهم من الإينويت (السكان الأصليون لجرينلاند). يعيش معظم السكان في المناطق الساحلية، حيث تتوفر فرص العمل والخدمات.
الاقتصاد:
اقتصاد جرينلاند يعتمد بشكل كبير على الصيد والثروة السمكية. كما توجد بعض الصناعات مثل تصنيع الأسماك والسياحة. كما تتلقى جرينلاند مساعدات مالية من الدنمارك.
المناخ:
مناخ جرينلاند قاسٍ للغاية، حيث تتراوح درجات الحرارة بين -40 درجة مئوية في الشتاء و10 درجات مئوية في الصيف. كما توجد بعض المناطق التي تكتسي بالجليد الدائم.
التاريخ:
تاريخ جرينلاند يعود إلى العصر الحجري، حيث استوطنها الإينويت. في القرن العاشر، استوطنها الفايكنج، الذين أسسوا مستوطنات في جنوب جرينلاند. في القرن الثامن عشر، أصبحت جرينلاند مستعمرة دنماركية. في عام 1953، أصبحت جرينلاند جزءًا من مملكة الدنمارك، مع حكم ذاتي.
لماذا يرغب ترامب في ضم جرينلاند؟
الأسباب الاستراتيجية:
1- الموقع الجغرافي: جرينلاند تقع في موقع جغرافي مهم، حيث تتحكم في ممرات بحرية رئيسية بين المحيط الأطلسي والمحيط المتجمد الشمالي.
2- المنابع الطبيعية: جرينلاند تضم منابع طبيعية هامة، مثل النفط والغاز الطبيعي والذهب واليورانيوم.
3- الاستراتيجية العسكرية: ضم جرينلاند يمكن أن يعزز من القدرة العسكرية الأمريكية في المنطقة، ويعزز من قدرة الولايات المتحدة على مراقبة المناطق الشمالية.
الأسباب الاقتصادية:
1- الاستثمار: ضم جرينلاند يمكن أن يفتح فرصًا استثمارية جديدة للولايات المتحدة، خاصة في مجالات مثل التعدين والطاقة.
2- التجارة: جرينلاند تقع على طريق تجاري مهم بين أوروبا وأمريكا الشمالية، وضمها يمكن أن يعزز من التجارة الأمريكية في المنطقة.
الأسباب السياسية:
1- التأثير في المنطقة: ضم جرينلاند يمكن أن يعزز من تأثير الولايات المتحدة في المنطقة، ويعزز من قدرة الولايات المتحدة على التأثير في الشؤون الدولية.
2- التنافس مع الدول الأخرى: ضم جرينلاند يمكن أن يعزز من قدرة الولايات المتحدة في التنافس مع الدول الأخرى، خاصة الصين وروسيا، في المنطقة.
ردود الفعل:
ردت الدنمارك، التي تملك جرينلاند، على رغبة الرئيس الأمريكي في ضم الجزيرة بالرفض الشديد. كما ردت جرينلاند نفسها على هذه الرغبة بالرفض، حيث أعلنت أنها تريد الحفاظ على استقلالها وتقرير مصيرها بنفسها.
