السلطات التركية تعتقل المزيد من المشاركين في الاحتجاجات

أعلن وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، اليوم الخميس، حصيلة الاعتقالات التي طالت متظاهرين شاركوا في الاحتجاجات ضد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو.
وقال علي يرلي كايا، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم، إنه جرى اعتقال 1879 شخصا مشتبه بهم شاركوا في احتجاجات غير مرخصة.
وأضاف وزير الداخلية التركي أن من بين المعتقلين 260 شخصاً لديهم صلات بـ 12 منظمة إرهابية.
وشدد وزير الداخلية التركي على أن "العدالة تتحقق في المحكمة وليس في الشوارع".
ووصف الوزير العنف الذي تخلل التظاهرات بأنه حدث يهدد السلم في البلاد، حيث هاجم المتظاهرون الشرطة بمواد حمصية وقنابل حارقة، وتم "انتهاك القيم الأخلاقية"، حسب قوله.
وصباح اليوم الخميس، استخدمت الشرطة التركية رذاذ الفلفل وحبيبات الرصاص البلاستيكية (الخرز) وخراطيم المياه ضد المتظاهرين في العاصمة أنقرة.
وقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سابقاً معتبرا أن احتجاجات المعارضة تحولت إلى "حركة عنف"، محملا المسؤولية لحزب الشعب الجمهوري عن أي ضرر بالممتلكات أو أذى يلحق بأفراد الشرطة خلال الاحتجاجات.
وقال أردوغان، عقب اجتماع لمجلس الوزراء في أنقرة، إن على حزب الشعب الجمهوري التوقف عن "تحريض" المواطنين.
وكانت صحيفة "لوموند" الفرنسية قد أعدت تقريرا حول دور الطلاب في المظاهرات التركية الجديدة، أشارت فيه إلى أن العديد من الطلاب الذي خرجوا في هذه المسيرات بدأوا بالتعرف على بعضهم البعض منذ عدة سنوات خلال اللقاءات في الجمعيات العامة للأحزاب اليسارية، كما في الندوات والاجتماعات التي تدافع عن حقوق النساء، والعمال، والفئات الضعيفة.
ورأت أن "جميعهم ينتمون إلى هذه الجيل الملتزم، الذي أصبح أكثر راديكالية أيضا على الصعيد الفكري"، والكثير منهم أعضاء أو قريبون من الحركة الطلابية التركية "Sol Genç " (أي شباب اليسار) ومن المنصات الطلابية المختلفة الناشطة للغاية في الجامعات.
ولفت التقرير إلى أن الطلاب في جامعة إسطنبول، حيث تخرج إمام أوغلو، بدأوا ببدبدأوا في إرسال أخبار الاعتقالات فور حدوثها ليل الثلاثاء الماضي عبر مجموعات الواتساب، حيث دعوا للتجمع في ساحة الجامعة ظهر الأربعاء غير مبالين بقرار منع التظاهر الذي فرضته الحكومة.
ويوضح التقرير كيف سار بضع مئات من المتظاهرين الشباب نحو ساحة بلدية إسطنبول، التي شهدت منذ اللحظة الأولى اشتباكات مع الشرطة، محاولين إقناع أصحاب المتاجر بإغلاق محلاتهم والمشاركة معهم. وأعرب بعض المتحدثين لصحيفة "لوموند" عن حماسهم بعد هذه الشرارة التي انطلقت من الجامعات، والتي سبقت دعوة حزب الشعب الجمهوري للتظاهر، خصوصا مع تجمع أكثر من 30 ألف متظاهر مساء أمام البلدية.
وقد أثارت هذه الاحتجاجات ردا قويا من السلطات، التي أعلنت السلطات توقيف المئات من المتظاهرين خلال الأيام الماضية وفق وزارة الداخلية، بينما حُظرت موقتا التجمّعات في اسطنبول وأنقرة وإزمير، المدن الثلاث الرئيسية.
وفي إسطنبول، تلقت مجموعة من الشباب في طريقها إلى حيّ بشكتاش، معقل المعارضة، دعما حماسيا من السكان الذين صفقوا عند مرورهم وقرعوا على طناجر.