رئاسة لبنان بين مطرقة الضغوط الدولية وسندان حزب الله.. هل ينجح الحراك في كسر الجمود؟
تشهد الساحة اللبنانية حراكاً محلياً ودولياً متزامناً، يهدف إلى كسر حالة الجمود في ملف انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مستغلاً الضربات المتتالية التي تلقاها "حزب الله" مؤخراً. بينما يواصل رئيس مجلس النواب نبيه بري اجتماعات مكثفة مع الكتل السياسية لإيجاد توافق سياسي يؤدي إلى انتخاب سريع للرئيس، تسعى الولايات المتحدة إلى الاستفادة من الضغوط على "حزب الله"، لدفع عجلة الحلول السياسية في لبنان.
يصف الدكتور ميشال الشماعي، الباحث السياسي، ما يجري بأنه فرصة للمعارضة اللبنانية لتقديم رئيس يحمل مشروعاً سيادياً بعيداً عن "مشاريع الممانعة التدميرية" التي أضرت باللبنانيين، في إشارة إلى تراجع "حزب الله" بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قياداته ومنشآته العسكرية، وصولاً إلى مقتل أمينه العام حسن نصر الله. ويرى الشماعي أن "حزب الله" بات أضعف سياسياً وعسكرياً ولم يعد قادراً على فرض شروطه كما كان في الماضي.
مع ذلك، لا تزال المنظومة الحاكمة تسعى إلى الالتفاف على هذا الواقع لتحقيق مكاسب سياسية. ويشير نائب الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إلى أن أي نقاش بشأن الرئاسة مؤجل حتى وقف إطلاق النار مع إسرائيل، ما يعكس تمسك الحزب بتوجيهات إيرانية في هذا الملف.
من جانبه، يؤكد النائب فادي كرم، عضو تكتل "الجمهورية القوية"، أن الوضع لا يزال معقداً؛ حيث يواصل "حزب الله" وحركة "أمل" اتباع توجيهات طهران، مما يعيق التقدم في ملف الرئاسة. ويعرب عن تشاؤمه من إمكانية التوصل إلى حل قريب طالما بقي النفوذ الإيراني مهيمناً على القرار اللبناني.
النائب المستقل بلال الحشيمي يشدد على أن انتخاب رئيس للجمهورية أصبح ضرورة ملحة لإنقاذ لبنان من أزماته المتفاقمة، ودعوة للمجتمع الدولي للتدخل لوقف الحرب الإسرائيلية وتحقيق الاستقرار.
وفي المقابل، يرى باتريك ريشا، رئيس جهاز الإعلام في حزب الكتائب، أن الأزمة ستستمر ما لم يتخلَّ "حزب الله" عن مرشحه الدائم سليمان فرنجية، حيث وصفه بأنه العقبة الرئيسية أمام التوصل إلى توافق سياسي.
وبينما تثمن بعض القوى السياسية تحركات رئيس مجلس النواب، يبقى الحل مرهوناً بالتوصل إلى توافق مسبق على اسم الرئيس لضمان عدم تكرار السيناريو المعتاد من جلسات البرلمان دون نتيجة.