تهديد قوات اليونيفيل.. اتهامات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان
في خطوة مثيرة للجدل، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله اللبناني بالعمل في المناطق المدنية، بما في ذلك المناطق القريبة من مواقع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، والمعروفة باسم اليونيفيل. يأتي هذا الاتهام في ظل موجة من الإدانات لإسرائيل، بعد أن أطلقت قواتها النار على مواقع اليونيفيل، مما أسفر عن إصابة جنديين. وقد وصف البعض هذا القصف بأنه قد يرقى إلى "جرائم حرب".
في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي، ذكر أن حزب الله ينشط في المناطق المدنية القريبة من مواقع اليونيفيل. كما أوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي حافظ على اتصالات منتظمة مع قوات اليونيفيل، مؤكدًا أن العمليات الإسرائيلية كانت في منطقة الناقورة المجاورة لقاعدة اليونيفيل. ووفقًا للجيش، تم إصدار تعليمات للقوات بالاستمرار في البقاء في مواقع محمية، وبعد ذلك أُطلقت النار في المنطقة.
اتهامات متبادلة
في الوقت نفسه، اتهم حزب الله إسرائيل بمحاولة استخدام قوات اليونيفيل كدروع بشرية. وقد زعم الحزب أن الأنشطة الإسرائيلية بالقرب من مواقع القوات الأممية دفعتهم إلى عدم التعامل مع التحركات الإسرائيلية في تلك المنطقة.
من جانب آخر، أكد المتحدث باسم اليونيفيل أن قوات حفظ السلام ملتزمة بالبقاء في مواقعها في جنوب لبنان، على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المتكررة في الأيام الأخيرة. ووفقًا للمتحدث، أسفرت هذه الهجمات عن إصابة اثنين من أفراد اليونيفيل، وهما من إندونيسيا، وتم نقلهما إلى المستشفى.
وأعرب السفير الإندونيسي لدى الأمم المتحدة عن قلقه البالغ، مشيرًا إلى أن هذه الحوادث تعكس تجاوزًا إسرائيليًا للقانون الدولي. وقد وصف الحادثة بأنها تشير إلى أن إسرائيل تتجاوز المعايير المشتركة للسلام.
وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروسيتو، أدان بدوره الأعمال العدائية الإسرائيلية، واعتبرها انتهاكات خطيرة للغاية لقواعد القانون الإنساني الدولي. وأكد أنه استدعى السفير الإسرائيلي في روما للتعبير عن قلقه العميق حيال إطلاق النار على مواقع اليونيفيل.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن قلقها وطلبت توضيحات من السلطات الإسرائيلية، مشددة على أن حماية قوات اليونيفيل هي واجب على جميع الأطراف المتنازعة. كما دعت وزارة الخارجية الإسبانية إلى ضمان أمن قوات حفظ السلام، معتبرة الهجمات الإسرائيلية انتهاكًا خطرًا للقانون الدولي.
تجدر الإشارة إلى أن القتال بين حزب الله وإسرائيل قد تصاعد منذ الثامن من أكتوبر 2023، في إطار التضامن مع حركة حماس الفلسطينية. وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية زيادة ملحوظة في الهجمات الإسرائيلية، بما في ذلك عمليات التوغل البرية على طول الحدود الجبلية بين إسرائيل ولبنان.
وطلب الجيش الإسرائيلي من اليونيفيل الأسبوع الماضي الاستعداد للانتقال لمسافة تزيد على 5 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية اللبنانية. كما تم إرسال رسالة من قوات اليونيفيل إلى الجيش الإسرائيلي تعترض فيها على تمركز مركبات الجيش بالقرب من مواقع الأمم المتحدة، مشيرة إلى أن الأنشطة العسكرية الإسرائيلية تعرض سلامة وأمن أفراد اليونيفيل للخطر.