42010 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة
أعلنت الوكالة الرسمية الفلسطينية «وفا» اليوم الأربعاء عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة نتيجة العدوان الإسرائيلي إلى 42,010 شهداء، و97,720 مصابًا، منذ السابع من أكتوبر 2023.
وأفادت الوكالة بأن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر جديدة ضد العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 45 مواطنًا، وإصابة 130 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما أشارت إلى أن آلاف الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الشوارع، في ظل عجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.
العدوان الإسرائيلي يدمر الإرث الثقافي الفلسطيني
لم تقتصر الهجمات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين، بل امتدت أيضًا لتشمل تدمير جزء كبير من الإرث الثقافي لدولة فلسطين. منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، استهدفت قوات الاحتلال المواقع التراثية والأثرية، في محاولة لمحو التاريخ الفلسطيني، ما أدى إلى تدمير أكثر من 200 موقع أثري وتراثي.
حسب المسؤولين في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، كان من بين المواقع المستهدفة مختبران لترميم المخطوطات الأثرية. أحد المختبرات تابع لدائرة المخطوطات بوزارة الأوقاف، بينما الآخر لمؤسسة عيون على التراث. لم يكن التدمير مقتصرًا على المختبرات فقط، بل شمل أيضًا العديد من المواقع التاريخية المهمة.
من بين أبرز المواقع التي تعرضت للتدمير كانت كنيسة جباليا الأثرية، التي تعود للعصر البيزنطي وقد تم تشييدها عام 444 ميلادي. كانت هذه الكنيسة تتميز بأرضيات الفسيفساء والزخارف النباتية والحيوانية، وتعتبر من أقدم الكنائس في العالم. تدمير أجزاء من المباني الملحقة بها كان جزءًا من استراتيجية الاحتلال لمحو الهوية الثقافية الفلسطينية.
تضرر أيضًا دير سانت هيلاريون، الذي يعد من المواقع الأثرية المهمة في غزة، وقد تم إدراجه منذ عام 2012 على لائحة اليونسكو للتراث العالمي. الاحتلال لم يتوقف عند هذا الحد، بل قام أيضًا بتدمير الجامع العمرى في جباليا، والذي يُعتبر أقدم مسجد في شمال غزة، ويعود إنشاؤه إلى الفترة المملوكية.
بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير بيت السقا، وهو بيت تاريخي يعود لفترة الحكم العثماني لفلسطين، وتم بناؤه عام 1661 في عهد السلطان محمد الرابع. وفقًا لجهاد ياسين، مدير المتاحف والتنقيبات في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية، تم تدمير البيت بشكل شبه كلي.
ولم يتوقف العدوان عند هذه المواقع فقط، بل هدم الاحتلال أيضًا مسجد عثمان قشقار الأثري شرق مدينة غزة، الذي تأسس في عام 620 للهجرة. ورغم صغر مساحة المسجد، إلا أنه يُعتبر واحدًا من أقدم المساجد والأعيان الأثرية في غزة.
كما شهدت مكتبة بلدية غزة، التي تُعد أكبر مكتبة عامة في المدينة، تدميرًا شاملاً. المكتبة كانت تحتوي على نحو 25,000 كتاب بعدة لغات، وقد أُقيمت في مبنى قديم تم ترميمه وتأهيله في عام 1997.
أيضًا، تعرض المسجد العمري الكبير، الذي يُعد من أهم وأكبر المساجد التاريخية في فلسطين، للتدمير. يقع هذا المسجد في قلب البلدة القديمة في حي الدرج بمدينة غزة، ويعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر الميلادي. المساحة الإجمالية للمسجد تبلغ 4100 متر مربع، وتتميز هندسته المعمارية بالطراز البازيليكي، حيث استخدمت أعمدة من كنائس مهدمة في بنائه.
تاريخ المسجد العمري يشير إلى أنه تم استخدامه كمعبد ثم ككنيسة قبل أن يتحول إلى مسجد بعد الفتح الإسلامي. تعرض صحن المسجد، الذي تبلغ مساحته التقريبية 1900 متر مربع، للدمار الكامل.
بينما تعرض مسجد السيد هاشم، الذي يُعتبر من المساجد التاريخية المهمة في مدينة غزة، لدمار جزئي. يقع المسجد في حي الدرج بمساحة تقدر بنحو 2400 متر مربع، ويعتبر من أجمل وأقدم مساجد غزة. يحتوي المسجد على ضريح يُعتقد أنه يعود لهاشم بن عبد مناف، الجد الأكبر للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم.
إن هذه الهجمات لا تعكس فقط الاعتداء على المدنيين، بل تؤكد أيضًا أن الاحتلال يسعى لمحو التاريخ والثقافة المرتبطة بالشعب الفلسطيني. إن تدمير هذه المواقع التراثية يسلط الضوء على الأبعاد الأعمق للاحتلال الإسرائيلي، والذي لا يستهدف فقط الأفراد، بل أيضًا الهوية الثقافية والتاريخية للشعب الفلسطيني.