اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

أميركا بعد 100 يوم من ولاية ترمب الثانية.. استطلاع يكشف أزمة ثقة شعبية وتحديات متفاقمة

ترامب
ترامب

بعد مرور 100 يوم على بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، يكشف استطلاع للرأي أجرته NBC News بدعم من SurveyMonkey عن تصدعات عميقة في المزاج العام الأميركي، مع تأكيد 60% من المشاركين أن البلاد تسير في "الطريق الخطأ"، مقابل أقلية ترى عكس ذلك، ما يعكس أزمة ثقة واسعة النطاق في القيادة الحالية.

نقطة محورية: فقدان الدعم الشعبي رغم احتفاظ ترمب بدعم قوي داخل الحزب الجمهوري، فإن نسبة عدم التأييد له بلغت 55%، مع تراجع في الثقة بسياساته الاقتصادية والاجتماعية، وهو ما ينذر بمأزق سياسي محتمل إذا لم تتمكن إدارته من إعادة بناء الجسور مع المستقلين والناخبين العاديين.

الانقسام الحزبي والعرقي – أزمة هوية وطنية؟ الاستطلاع يسلط الضوء على انقسامات عميقة تمتد عبر الخطوط الحزبية والعرقية والتعليمية، حيث كانت الشريحة الوحيدة التي رأت أن البلاد تسير في الطريق الصحيح هي "الرجال البيض غير الجامعيين" بنسبة 54%. الجمهوريون عبّروا بنسبة 88% عن رضاهم عن أداء ترمب، في مقابل 7% فقط من الديمقراطيين، بينما المستقلون مالوا إلى الرفض بنسبة 68%. هذا الانقسام يعكس أزمة هوية وطنية مركبة، تصعب معها صناعة إجماع سياسي أو اجتماعي.

قضايا الهجرة والتنوع – احتقان اجتماعي متصاعد ملف الهجرة وبرامج التنوع والإنصاف يمثلان نقطة اشتعال اجتماعية، إذ أيد 49% فقط تعامل ترمب مع أمن الحدود والهجرة، بينما أعرب 60% عن رفضهم لسياسات الترحيل وإلغاء التأشيرات، لا سيما المتعلقة بمن عبّروا عن مواقف مناهضة للحرب في غزة. واعتبر 65% أن التنوع والشمول في أماكن العمل والمدارس مفيد، ما يضع الإدارة في مواجهة مباشرة مع غالبية تميل إلى التعددية الثقافية.

الاقتصاد والتضخم

أولوية شعبية تواجه فشل إداري الاقتصاد يظل المحور الأساسي لقلق الأميركيين، حيث رأى 44% أن التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة يمثلان المشكلة الاقتصادية الأهم. ورغم أن 83% من الجمهوريين يؤيدون إدارة ترمب الاقتصادية، فإن هذا الرأي لا يلقى صدى لدى الديمقراطيين (93% رفض) والمستقلين (75% رفض). كما صرّح ثلث المشاركين بأن وضعهم المالي تدهور مقارنة بالعام الماضي، وهو مؤشر خطير على هشاشة الإنجازات الاقتصادية المعلنة.

مشاعر الغضب والإحباط

مؤشر على صعود الاحتجاج؟ البيانات العاطفية المستخلصة من الاستطلاع تكشف عمق الشرخ الشعبي؛ إذ أبدى 51% مشاعر سلبية تجاه إدارة ترمب، و23% أعربوا عن "غضبهم"، وهي نسبة كبيرة قد تؤدي إلى مزيد من التوتر السياسي والاجتماعي، وربما تعبئة انتخابية مضادة إذا استمر الغضب الشعبي في التصاعد.

مأزق الديمقراطيين – معارضة بلا بديل مقنع؟ في الوقت الذي تضعف فيه ثقة الأميركيين بإدارة ترمب، لا تزال المعارضة الديمقراطية تفتقر إلى إجماع شعبي واضح على بديل فعّال، وفقاً لمؤشرات الاستطلاع، مما يزيد من حالة الغموض السياسي.

الأرقام لا تترك مجالاً للشك: أميركا تدخل مرحلة حرجة من الانقسام السياسي والاجتماعي والاقتصادي، يتصدرها تراجع الثقة في القيادة، وتصاعد الشعور بالإحباط، مما يجعل المئة يوم الأولى من ولاية ترمب الثانية مؤشراً مقلقاً على مستقبل أميركي مضطرب، إذا لم يتم احتواء هذه التوترات.

موضوعات متعلقة