مستشار الأمن القومي الأمريكي: ترامب لم ينجح خلال الـ100 يوم

قال السفير جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي لم يكن لديه الكثير من النجاحات العالمية خلال الـ100 يوم الأولى من توليه منصبه.
وشكك بولتون، في قدرات ترامب على تحقيق إنجازات في الـ40 شهرًا الأخرى، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي ليس لديه أي منهجية فيما يخص الأمن القومي.
كما أكد أن جزءًا كبيرًا من مؤيدي ترامب أصبحوا غير راضين عنه، إذ إنه يقول أمور ولا يلتزم بها بعد ذلك، كما أنه لم ينجح في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية خلال 24 ساعة كما وعد.
وذكر "بولتون"، أن الرسوم الجمركية أثرت سلبيًا على شعبية ترامب، إذ إنها أعطت الصين فرصة لتظهر أنها أكثر استقرارًا من حكومة ترامب، وأنه على ترامب جمع الحلفاء لمواجهة بكين، ولفت إلى أن الأسواق حول العالم شهدت اضطرابًا فور الإعلان عن الرسوم الجمركية التي أصدرها الرئيس الأمريكي.
وبشأن طهران، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، إنه من الممكن أن يتمكن ترامب تحقيق تقدم بشأن المفاوضات مع إيران.
وخلال حملته الانتخابية عام 2024، وعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أتباعه الجمهوريين بالانتقام من معارضيه، وبعد مرور 100 يوم على توليه الكرسي البيضاوي، تبين أن ترامب تمكن من تحقيق ذلك الوعد بقوة.
وكشفت الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي أر"، أن إدارة ترامب خلال تلك المدة استخدمت مجموعة واسعة من الصلاحيات الحكومية لبدء تحقيقات جنائية واحتجاز أشخاص ومنع الشركات من الحصول على عقود فيدرالية، وإلغاء التصاريح الأمنية وطرد آلاف الموظفين.
وخلال حملته الانتقامية، وظف ترامب مجموعة واسعة من الوكالات الحكومية الكبرى والصغري لتنفيذ ذلك الوعد، بما في ذلك وزارات العدل والدفاع والأمن الداخلي والتعليم والصحة والخدمات الإنسانية، بجانب مصلحة الضرائب وإدارة الخدمات العامة ولجنة الاتصالات الفيدرالية وحتى مكتب الاستخبارات الوطنية.
وحدد التقرير 7 مجموعات رئيسية استهدفتها إدارة ترامب، خلال الأشهر الماضية، كان على رأسها المعارضون السياسيون عبر التهديدات والإجراءات القضائية، والتحقيق مع المحققين في قضاياه السابقة، بجانب المسؤولين السابقين غير الموالين في إدارته الأولى، والجامعات والاحتجاجات الطلابية وشركات المحاماة.
قبل عودته إلى منصبه، واجه ترامب أربع محاكمات جنائية منفصلة، أدت إحداها إلى إدانته في نيويورك بـ34 تهمة جنائية، إضافة إلى خضوعه أيضًا لتحقيقات مدنية أجراها المدعي العام في نيويورك، وتحقيق في الكونجرس بشأن الهجوم العنيف على مبنى الكابيتول الأمريكي، 6 يناير 2021.
وكل هؤلاء المحققين اعتبرهم ترامب "مجرمين محترفين ويجب أن يذهبوا إلى السجن"، وبالفعل بدأ أعوان ترامب منذ توليه السلطة في اتخاذ إجراءات قضائية ضد العديد منهم من خلال تحقيقات أجرتها وزارة العدل، كما طردوا الموظفين وقاموا بإلغاء التصاريح الأمنية لعشرات منهم.
وكان على رأس هؤلاء ليتيتيا جيمس، المدعية العامة لنيويورك، التي نجح مكتبها في رفع دعوى قضائية ضد ترامب وشركاته بتهمة الاحتيال عام 2024، إذ تم اتهامها بتزوير سجلات عقارية وطلبت وزارة العدل الأمريكية التحقيق الجنائي معها ومقاضاتها، وهي الاتهامات التي وصفتها بأنها "ليست أكثر من جولة انتقامية".
وتشمل بعض الأهداف الأخرى لإدارة ترامب للتحقيقات الجنائية أشخاصًا انتقدهم لسنوات بسبب أدوارهم في التحقيقات خلال فترة ولايته الأولى، منهم المحقق الخاص روبرت مولر، الذي يخضع للتحقيق الآن، بجانب اتخاذ إدارته إجراءات ضد المدعين العامين، الذين شاركوا في تحقيقات 6 يناير.