اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار
الحوثيون يستهدفون حاملة الطائرات ”ترومان” في البحر الأحمر روسيا وليبيا يبحثان اخر مستجدات الأوضاع السياسية في طرابلس وزير الأشغال اللبناني يكشف إجراءات منع تهريب الأموال والكبتاغون الجديدة نزار أبو إسماعيل: اجتماع تحضيري للبعثة الاقتصادية المغربية إلى القاهرة جيش الاحتلال يحذر من حصول مصر على سلاح صيني خطير ضغط متصاعد بلا خطوط حمراء.. ترامب: الأزمة الروسية الأوكرانية قد تنتهي بحرب عالمية ثالثة مقتل العشرات بقصف أمريكي على مركز إيواء مهاجرين في اليمن بوتين يعلن هدنة رمزية في ذكرى النصر.. مبادرة للسلام أم مناورة ميدانية؟ تفجيرات البيجر في لبنان.. كشف الحساب الدموي بين نتنياهو وحزب الله زعيم الحزب الشيوعي الأمريكي: أفكار ترامب استعمارية وخطيرة.. وتجريم انتقاد إسرائيل «هراء» الأمم المتحدة تحذر.. انتهاكات إسرائيل في غزة تهدد استقلال العمل الإنساني الإغاثة تحت النار.. خطة تجريبية أمريكية في غزة تثير جدلًا حول الأمن والفعالية

ضغط متصاعد بلا خطوط حمراء.. ترامب: الأزمة الروسية الأوكرانية قد تنتهي بحرب عالمية ثالثة

حرب نووية
حرب نووية

في مشهد يكشف ملامح سياسة أمريكية تتسم بالمواجهة الاقتصادية والدبلوماسية في آنٍ واحد، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمجلة «ذا أتلانتك» أنه لا توجد "خطوط حمراء" قد تدفعه للتراجع عن سياسة فرض الرسوم الجمركية. هذا التصريح يعكس إصرار ترامب على تصعيد حرب تجارية شاملة كان قد أطلق شرارتها مطلع أبريل، عندما فرض رسوماً جمركية متزايدة بنسب تراوحت بين 10% و49% على واردات معظم دول العالم.


وبينما كانت النسبة العامة المعلنة للرسوم الجمركية تدور حول هذه المعدلات، فإن الحرب التجارية مع الصين اتخذت منحى تصعيديًا خطيرًا، إذ قفزت نسبة الرسوم الأمريكية على البضائع الصينية إلى 104%، قبل أن تتبادل بكين الرد بالمثل، فترفع رسومها على السلع الأمريكية إلى 84%. ومع استمرار التصعيد، بلغت الرسوم الأمريكية المفروضة على الصين 145%، بعد فرض رسوم إضافية بنسبة 20% تحت ذريعة "التقاعس الصيني" عن مكافحة تهريب المخدرات الاصطناعية، خاصة مادة الفنتانيل.


الولايات المتحدة بين الوساطة والضغط


بالتوازي مع الحرب الاقتصادية، اتخذت السياسة الأمريكية منحنى ضاغطًا في ملف الحرب الروسية - الأوكرانية. فقد حذر ترامب في تصريحات لمجلة «ذا أتلانتك» من أن الصراع قد ينتهي بحرب عالمية ثالثة إذا لم يتم احتواؤه سريعاً، مشددًا على أهمية إيجاد حل دبلوماسي يحقن دماء الشعوب.


وفي هذا السياق، كثفت واشنطن جهودها للوساطة، حيث صعّد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو من الضغوط على كييف وموسكو للتوصل إلى اتفاق سلام. روبيو أكد في مقابلة تلفزيونية أن هذا الأسبوع سيكون مفصليًا لتحديد مصير الجهود الأمريكية، مشيرًا إلى إمكانية إعادة تقييم أولويات السياسة الخارجية إذا لم تُثمر المساعي الحالية.


ورغم الضغط، لم تُحدَّد مهلة زمنية أمام الطرفين، مع تأكيد روبيو أن "تحديد موعد نهائي سيكون أمراً سخيفاً"، مما يعكس إدراكاً لصعوبة فرض جداول زمنية على صراعات بهذا التعقيد.


خطة سلام مثيرة للجدل


في محاولة جديدة لدفع عجلة المفاوضات، طرحت الإدارة الأمريكية مقترحًا جديدًا لإنهاء الحرب، تضمن نقاطًا وصفتها كييف بأنها "منحازة بشدة" لموسكو. شمل المقترح اعترافًا رسميًا من الولايات المتحدة بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، واعترافًا ضمنيًا بسيطرتها على أجزاء واسعة من لوجانسك، دونيتسك، خيرسون، وزابوريجيا، مع تعهد بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع إبقاء الباب مفتوحًا لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.


في المقابل، تحصل أوكرانيا على ضمانات أمنية محدودة، بعض المكاسب الرمزية في منطقة خاركيف، ووعودًا بتعويضات مالية ودعم لإعادة الإعمار، لكنها تبقى غامضة من حيث مصادر التمويل وآليات التنفيذ.


هذه الخطة لاقت رفضًا أوكرانيًا واسعًا، إذ شددت كييف على أن أي اتفاق سلام يجب أن يقوم على استعادة كافة الأراضي الأوكرانية، بما فيها القرم والمناطق المحتلة. الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كرر في عدة مناسبات رفضه أي تنازل عن السيادة الوطنية، مما يزيد تعقيد فرص التوصل إلى تسوية قريبة.

الموقف الروسي: الاعتراف أولًا


من جانبها، أكدت موسكو موقفها الثابت بأن أي مفاوضات سلام يجب أن تبدأ بالاعتراف الدولي بضمها لخمس مناطق أوكرانية رئيسية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الاعتراف بملكية روسيا لشبه جزيرة القرم، سيفاستوبول، وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك، ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا، هو شرط غير قابل للتفاوض لإنهاء الحرب.

تجمع هذه التطورات بين مشهدين: تصعيد اقتصادي مفتوح بلا سقف زمني أو جغرافي، وتصعيد سياسي قد يقود إلى مأزق تفاوضي في أوكرانيا. إدارة ترامب -رغم عدم وجوده في السلطة حاليًا- تمثل مدرسة فكرية لا تزال تؤثر في السياسات الجمهورية، تعتمد على مبدأ الضغط الأقصى دون خطوط حمراء، سواء في مواجهة الخصوم التجاريين أو عبر إدارة الصراعات الجيوسياسية.


أما الإدارة الحالية، فتحاول المزج بين تصعيد الضغوط على أطراف النزاع الأوكراني، مع الإبقاء على مسار تفاوضي مفتوح، إلا أن المقترحات المطروحة حتى الآن تكشف عن محاولة لإغلاق الحرب بشروط تحفظ ماء وجه روسيا أكثر مما تضمن العدالة لأوكرانيا، وهو ما يهدد بفشل الجهود الدبلوماسية أو انزلاق الوضع إلى تصعيد أوسع.