التصعيد في اليمن.. روسيا تحذر وواشنطن تواصل الضربات

في تطور يعكس القلق الروسي من التصعيد الأمريكي في اليمن، دعت وزارة الخارجية الروسية اليوم الأحد الولايات المتحدة إلى وقف ضرباتها العسكرية ضد جماعة الحوثي. جاء هذا الموقف خلال مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو، حيث شدد لافروف على ضرورة "وقف فوري لاستخدام القوة"، مطالباً بضرورة إطلاق حوار سياسي شامل بين جميع الأطراف، لمنع مزيد من إراقة الدماء.
هذا التصريح يعكس موقف موسكو التقليدي، الذي يدعو إلى تسويات دبلوماسية بدلاً من التدخلات العسكرية، خاصة في منطقة تشهد صراعات معقدة مثل اليمن. كما يأتي في سياق سعي روسيا إلى تعزيز دورها كوسيط دولي، في ظل تصاعد المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران في المنطقة.
واشنطن تتصدى للحوثيين
في المقابل، صعّدت واشنطن من عملياتها العسكرية، حيث أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق ضد الحوثيين في اليمن يوم أمس (السبت).
هذه الضربات جاءت رداً على استئناف الحوثيين هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، في خطوة وصفتها واشنطن بأنها "تهديد مباشر للأمن البحري الدولي". وأسفرت الضربات الأمريكية عن مقتل 31 شخصاً على الأقل وفقاً للتقارير الأولية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الأمنية في اليمن، ويعزز احتمالات التصعيد الإقليمي.
هل يتجه الصراع نحو مزيد من التصعيد؟
التوترات الحالية بين واشنطن والحوثيين تأتي في سياق أوسع من المواجهة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تعتبر واشنطن الحوثيين وكيلاً رئيسياً لطهران في المنطقة. ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، صعّد الحوثيون عملياتهم العسكرية في البحر الأحمر، في خطوة يقولون إنها "تضامنية مع الفلسطينيين"، لكنها أثارت ردود فعل غربية قوية، خاصة من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي هذا السياق، يبدو أن روسيا تحاول تقديم نفسها كقوة دبلوماسية بديلة، تدعو إلى الحوار بدلاً من المواجهة العسكرية، وهو ما قد يعكس محاولة لتوسيع نفوذها الإقليمي في ظل الانشغال الأمريكي بملفات أخرى.
السيناريوهات المحتملة
مع استمرار واشنطن في استهداف الحوثيين، وتحذيرات موسكو من تداعيات هذه الضربات، يبدو أن هناك عدة سيناريوهات مطروحة خلال الأيام القادمة:
سيناريو التصعيد العسكري: إذا استمرت الضربات الأمريكية، فقد يتجه الحوثيون إلى مزيد من الهجمات على السفن الدولية، ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى توسيع عملياتها العسكرية في اليمن.
سيناريو التدخل الدبلوماسي: قد تحاول روسيا ودول أخرى دفع الأطراف نحو تسوية سياسية، خاصة إذا استجابت إيران لهذه الجهود ومارست ضغوطاً على الحوثيين للحد من الهجمات.
سيناريو المفاوضات الخلفية: من المحتمل أن يكون هناك تواصل غير معلن بين واشنطن وطهران عبر وسطاء، بهدف التوصل إلى اتفاق لخفض التصعيد، خاصة مع استمرار التوترات في ملفات أخرى مثل البرنامج النووي الإيراني.