واقع غزة المأساوي.. احتلال عنصري وصمت عربي وانحياز دولي

صرّح الدكتور محمد البرادعي المدير العام الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الواقع في غزة يعكس صورة مأساوية، حيث توجد دولة محتلة عنصرية تنتهك جميع القوانين والأعراف الإنسانية، إلى جانب إدارة أمريكية تعتمد على القوة العسكرية والنفوذ الاقتصادي، وتنحاز بشكل صارخ للمحتل. كما أشار إلى الانقسام المدمر بين الفصائل الفلسطينية، وتجاهل الحكومات العربية لما يجري في القطاع، إضافة إلى تهميش الشعوب العربية وإبعادها عن التأثير، وتحييد المنظمات الدولية التي فقدت دورها الأساسي. ونتيجة لذلك، تستمر الجرائم ضد الإنسانية، وتتصاعد الإبادة الجماعية، مع محاولات مستمرة لتصفية القضية الفلسطينية، ما يجعل المشهد الحالي معادلة بائسة تنذر بمزيد من المآسي.
عدوان إسرائيلي
شنت إسرائيل غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، فجر الثلاثاء، أدت إلى استشهاد أكثر من 330 فلسطينيًا، معظمهم من النساء والأطفال، وإصابة أكثر من 440 آخرين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية. جاء هذا التصعيد بعد هدنة استمرت نحو شهرين، ما يشير إلى عودة العدوان الإسرائيلي إلى الواجهة في ظل فشل المفاوضات مع حركة حماس في القاهرة.
يأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت كان الوفد الإسرائيلي قد عاد من مفاوضات القاهرة دون تحقيق تقدم ملموس، ما يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تستخدم التصعيد العسكري للضغط على حماس في المفاوضات، أو أنها اختارت إنهاء الهدنة بقرار سياسي وعسكري محسوب.
التصريحات الرسمية الإسرائيلية تشير إلى أن الحكومة ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لم يحقق أهدافها بشكل كامل، لا سيما في ملف استعادة الأسرى. ويدل ذلك على أن القيادة الإسرائيلية قد اختارت تصعيد القوة العسكرية في محاولة لتحسين موقعها التفاوضي.
غزة أمام كارثة جديدة
أدى استئناف القصف الإسرائيلي إلى مفاقمة الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث تعاني غزة أوضاعًا مأساوية بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية والخدمات الصحية والاقتصادية.
1. انهيار الخدمات الأساسية
المستشفيات تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية، وسط توافد مئات المصابين الذين يحتاجون إلى رعاية عاجلة.
أزمات الكهرباء والمياه والغذاء تتفاقم بسبب استمرار الحصار والقصف، ما يهدد بمجاعة وشيكة.
2. موجات نزوح جديدة
مع استمرار الهجمات الإسرائيلية، نزحت آلاف العائلات الفلسطينية من مناطق القصف بحثًا عن ملاذ آمن، مما يزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
3. ارتفاع أعداد الشهداء
منذ بداية العدوان الإسرائيلي الجديد، استشهد أكثر من 404 شخصًا خلال الساعات الماضية فقط، ما يرفع إجمالي عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر إلى أكثر من 48,500 شهيد، وفق التقديرات المحلية.
الانقلاب على الاتفاق
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بخرق اتفاق وقف إطلاق النار والتهرب من التزاماتها، واعتبرت أن هذا التصعيد هو جزء من "جرائم الاحتلال المتواصلة ضد المدنيين في غزة"، وسط صمت دولي مريب.
كما حذرت الحركة من أن استئناف العدوان يجعل مصير الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة مجهولًا، ويؤدي إلى انهيار كامل لجهود التهدئة، ما يعزز احتمالات تصعيد المواجهة بشكل أكبر.