تقسيم موارد أوكرانيا.. مفاوضات بين ترامب وبوتين حول مستقبل كييف

في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه التحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، في محاولة لإيجاد حل للنزاع المستمر منذ ثلاث سنوات. تزامن ذلك مع مطالبة موسكو بضمانات "صارمة" لأي اتفاق سلام، تشمل التزاماً بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وإبقائها كدولة محايدة.
مبادرة ترامب لوقف إطلاق النار
قبل نحو أسبوعين، طرح الرئيس الأمريكي مقترحاً لهدنة لمدة شهر بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما وافقت عليه كييف خلال محادثات أمريكية أوكرانية عقدت في مدينة جدة السعودية. وفي تصريحات على متن الطائرة الرئاسية أثناء عودته إلى واشنطن، قال ترامب:
"سأتحدث مع الرئيس بوتين الثلاثاء. لقد تم إنجاز الكثير من العمل خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأعتقد أن لدينا فرصة جيدة لإنهاء الحرب."
وأشار ترامب إلى أن المحادثات بين موسكو وكييف تتركز على الأراضي ومحطات الطاقة، كما كشف عن مناقشات حول "تقسيم بعض الأصول" بين الطرفين. ومع ذلك، حذر من أن رفض بوتين للهدنة سيكون خبراً سيئاً للعالم.
الموقف الروسي: شروط صارمة وضمانات أمنية
من جهتها، أكدت موسكو عبر نائب وزير الخارجية ألكسندر جروشكو أن أي اتفاق سلام يجب أن يتضمن ضمانات أمنية صارمة، تتضمن حياد أوكرانيا واستبعاد عضويتها في الناتو. وأوضح جروشكو أن روسيا ترفض بشكل قاطع نشر أي قوات تابعة للحلف في أوكرانيا، سواء بشكل مباشر أو تحت أي غطاء مثل بعثات حفظ السلام الأوروبية.
في هذا السياق، أشارت بريطانيا وفرنسا إلى استعدادهما لإرسال قوة حفظ سلام لمراقبة الهدنة في حال تم التوصل إلى اتفاق. كما أعرب رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي عن انفتاح بلاده على المشاركة في هذا المسعى. ومع ذلك، حذّر جروشكو من أن أي نشر لقوات أجنبية على الأراضي الأوكرانية يعني تورط هذه الدول بشكل مباشر في الصراع، وهو ما سيؤدي إلى تداعيات خطيرة.
التصعيد في التعريفات الجمركية
إلى جانب جهوده الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، أعلن الرئيس الأمريكي أنه لا ينوي منح إعفاءات من الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مؤكداً أن التعريفات المتبادلة ستدخل حيز التنفيذ في الثاني من أبريل. وكانت إدارته قد فرضت رسوماً بنسبة 25% على واردات الصلب لتعزيز الإنتاج المحلي.
في المقابل، قرر ترامب التراجع عن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم الكندي بعد تحرك من المسؤولين الكنديين لمنع فرض رسوم على صادرات الكهرباء. وعلى الرغم من تهديده بفرض مزيد من العقوبات التجارية منذ عودته إلى البيت الأبيض، إلا أنه أرجأ تنفيذ العديد منها.
مع تزايد الضغوط الدولية، تبقى مفاوضات وقف إطلاق النار بين ترامب وبوتين نقطة محورية في مستقبل الحرب الأوكرانية. وبينما تسعى واشنطن إلى إيجاد تسوية دبلوماسية، تصر موسكو على ضمانات أمنية صارمة، مما يجعل نجاح المفاوضات رهناً بالتنازلات المتبادلة.