هل اقتربت نهاية حرب أوكرانيا؟.. الكرملين: تفاهمات أولية بين موسكو وواشنطن

في تطور جديد على صعيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، أعلن الكرملين، اليوم الاثنين، عن وجود تفاهم مشترك بين موسكو وواشنطن بشأن ضرورة المضي قدماً نحو تسوية للصراع المستمر، لكنه أشار إلى استمرار الخلافات العميقة بين الجانبين حول العديد من القضايا العالقة.
وأوضح المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن المحادثات التي تجري بين روسيا والولايات المتحدة في السعودية تركز بشكل أساسي على الجوانب الفنية، ومن أبرزها مبادرة البحر الأسود التي تتعلق بضمان أمن الملاحة في المنطقة، وهي قضية محورية في الصراع الحالي نظراً لتأثيرها على التجارة العالمية وإمدادات الحبوب.
وتأتي هذه المحادثات في إطار الجولة الثالثة من المفاوضات التي تستضيفها السعودية، والتي تتضمن اجتماعين منفصلين: الأول بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، والثاني بين الولايات المتحدة وروسيا. وتعد هذه اللقاءات امتداداً لسلسلة من الاجتماعات التي سعت المملكة العربية السعودية من خلالها إلى تهيئة الأجواء المناسبة لدفع المحادثات نحو تحقيق اختراقات ملموسة، تمهيداً لوقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق سياسي ينهي واحدة من أعنف الأزمات في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتشير مصادر إلى أن هذه الجولة من المحادثات تُعقد على مستوى لجان فنية وتقنية، بهدف وضع الأسس لمفاوضات أكثر شمولية ستُعلن في وقت لاحق، وهو ما يعكس رغبة الأطراف في البناء على ما تم تحقيقه حتى الآن، رغم العقبات الكبيرة التي لا تزال تعترض طريق التسوية.
من جانبه، أعرب المبعوث الأمريكي إلى المحادثات، ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بإمكانية إحراز تقدم ملموس في المفاوضات، خصوصاً فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود، وهو ما قد يشكل نقطة انطلاق نحو هدنة أشمل. وفي تصريحاته لشبكة "فوكس نيوز"، قال ويتكوف: "أشعر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد السلام وأعتقد أنكم سترون تقدماً ملموساً في السعودية، لا سيما فيما يخص تأمين الملاحة بين البلدين في البحر الأسود. ومن ثم، تتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف شامل لإطلاق النار."
يأتي هذا في وقت تشهد فيه الحرب الأوكرانية تصعيداً عسكرياً متزايداً، حيث تواصل روسيا هجماتها على البنية التحتية الأوكرانية، فيما تكثف كييف جهودها العسكرية لاستعادة الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية.
ومع تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء النزاع، تبرز التساؤلات حول مدى استعداد موسكو وكييف لتقديم تنازلات فعلية تمهيداً لإنهاء الحرب، وما إذا كانت هذه المفاوضات ستنجح في تحقيق اختراق حقيقي، أم تظل مجرد محاولات لاحتواء الأزمة دون حلول جذرية.