نشطاء: الجيش السوداني ينفذ ضربة جوية على «سوق مزدحمة» في دارفور تودي بحياة العشرات

كأن السودان ينقصه المشاكل والأزمات ومعاناة أهله المستمرة ذكر نشطاء أن القوات المسلحة السودانية نفذت ضربة جوية مساء يوم الاثنين على سوق مزدحمة في شمال دارفور، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وظهرت في صور ومقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الجثث المتفحمة، فيما لا يزال الدخان يتصاعد من الأرض. وقد تحقق مركز مرونة المعلومات، وهو منظمة غير ربحية مقرها لندن، من صحة اللقطات، وحدد موقع الحادث في قرية طرة على بعد 40 كيلومترا تقريبا شمال الفاشر.
وأضاف المركز أن موقع الحادث وتاريخه يتطابقان مع صور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت آثار حرائق جديدة على الجانب الشرقي من القرية، مضيفا أن هذا أحد أكبر أعداد الضحايا المُبلغ عنها التي وثقها في دارفور منذ أكتوبر تشرين الأول 2024.
ولم يرد الجيش السوداني بعد على طلب رويترز للتعليق.
تضمنت قوائم القتلى والجرحى التي قدمتها تنسيقية النازحين واللاجئين، وهي منظمة محلية في دارفور، 84 شخصا، منهم 26 على الأقل مُدرجون في قوائم القتلى. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه القوائم على نحو مستقل.
وذكرت لجنة (محامو الطوارئ) التي ترصد تأثير الصراع على المدنيين أن الهجوم على منطقة مدنية مكتظة بالسكان يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي وجريمة حرب، داعية إلى إجراء تحقيق مستقل لمحاسبة المسؤولين من خلال آليات العدالة الدولية.
تخضع قرية طرة لسيطرة قوات الدعم السريع شبه العسكرية التي تخوض صراعا على السلطة مع الجيش السوداني.
وأسهم هذا الصراع فيما تصفه الأمم المتحدة بأكبر الأزمات الإنسانية في العالم وأكثرها تدميرا، والتي تتفاقم مع التأخير التعسفي في تسليم المساعدات.
ويواجه ما يقرب من نصف سكان السودان، البالغ عددهم 50 مليونا، الجوع الشديد، وخصوصا في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع أو تهددها، مع نزوح أكثر من 12.5 مليون شخص بسبب استمرار أعمال العنف.
وقالت قوات الدعم السريع إن عدد القتلى في طرة تجاوز 400 قتيل، بالإضافة إلى مئات الجرحى. ولم تتمكن رويترز من التحقق من هذه الحصيلة بشكل مستقل.
ويتبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات باستهداف المناطق المدنية، وهو ما أدى إلى تزايد الخسائر في صفوف المدنيين في ظل سعي قوات الدعم السريع لإقامة حكومة موازية في غرب السودان بعد خسارة نفوذها في العاصمة الخرطوم. وينذر ذلك بمزيد من الانقسام في البلاد التي انفصلت عن جنوب السودان في عام 2011.
واتهمت لجنة محامو الطوارئ قوات الدعم السريع بقصف مسجد في أثناء صلاة العشاء بمنطقة شرق النيل يوم السبت، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة العشرات.
وفي الفاشر، قالت منظمة الإغاثة الدولية إن الوضع مأساوي ويزداد سوءا يوما بعد يوم. وهي المنظمة الوحيدة التي تقدم الدعم في مخيم زمزم الذي يضم أكثر من نصف مليون نازح بسبب الصراع.
وأضافت المنظمة أن عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات ونقلوا إلى عياداتها بسبب سوء التغذية الحاد الشديد أو المتوسط قفز 58 بالمئة إلى 2223 في فبراير شباط. وأضافت المنظمة أن عدد النساء الحبليات والمرضعات اللاتي تعالجهن من سوء التغذية الحاد المتوسط زاد 85 بالمئة في الفترة نفسها إلى 488.