حطموا حلمه بتولي رئاسة «فيفا»
بعد 10 سنوات من التشهير والتحقيقات.. «براءة» بلاتيني

من لم يشاهده في الملعب فاته الكثير.. اللاعب الأنيق المتميز الساحر، أحد الأكابر في كرة القدم الذين ارتدوا القميص رقم 10، بل من أبرزهم.. نال الكرة الذهبية لثلاثة أعوام متتالية في الثمانينيات وقاد منتخب الديوك الفرنسية للتويج بلقب يورو 84 ، وقاد فريقاً ذهبياً للسيدة العجوز (يوفنتوس الإيطالي) وتولى منصب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وكانت عينه على مقعد رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لولا ما حدث، وحطم آماله.
فبعد مرور قرابة 10 أعوام من التحقيقات وصدور حكم براءة في المحكمة الابتدائية، برأت محكمة الاستئناف السويسرية يوم الثلاثاء في 25 مارس 2025 في موتينز، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (ويفا) السابق ميشال بلاتيني ورئيس الاتحاد الدولي (فيفا) السابق السويسري جوزيف سيب بلاتر، في قضية فساد حطمت طموحات الفرنسي في أن يتبوأ رأس أعلى هيئة كروية في عام 2015.
كما في عام 2022، لم تستجب محكمة الاستئناف الاستثنائية التابعة للمحكمة الجزائية الفيدرالية المنعقدة في موتينز (شمال غرب سويسرا) لطلبات الادعاء، الذي طلب في بداية شهر آذار/مارس بسجن كل من المتهمَين 20 شهرا مع وقف التنفيذ.
بعد مغادرته الجلسة، قال أسطورة القدم الفرنسية ميشال بلاتيني (69 عاما) الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب أوروبي 3 مرات تواليا (1983 و1984 و1985)، إنه "سعيد للغاية" ويشعر "بأنه استعاد شرفه" بعد أن برأته محكمة سويسرية من تهمة الاحتيال.
وأبلغ الصحفيين "انتهى الآن اضطهاد الفيفا وبعض المدعين الفيدراليين السويسريين لمدة عشر سنوات". وأضاف أنه تلقى عشرة آلاف رسالة دعم، وسيحتفل بالحكم بالذهاب إلى المطعم.
كما أردف "أعلم أن الوقت كان عاملا مهما بالنسبة لأعدائي. لا يكترثون بالمليوني دولار: هو عامل الوقت. لقد أبعدوني لمدة 10 سنوات".
التبرئة.. بعد أربعة أيام من المحاكمة والمرافعة
لمدة أربعة أيام، مثل بلاتيني وبلاتر (89 عاما) مرة أخرى بتهمة "الحصول بشكل غير قانوني على حساب (فيفا)، على مبلغ 2 مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)" وذلك "لصالح ميشال بلاتيني".
اتفق الادعاء والدفاع على نقطة واحدة، وهي أن بلاتيني عمل مستشارا لسيب بلاتر بين عامي 1998 و2002، خلال فترة ولايته الأولى كرئيس لـ (فيفا)، ووقّع الرجلان عقدا في عام 1999 اتفقا فيه على دفع راتب سنوي قدره 300 ألف فرنك سويسري، يدفعه (فيفا) بالكامل.
وفي يناير 2011، طالب نجم المنتخب الفرنسي ويوفنتوس الإيطالي السابق الذي أصبح آنذاك رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (2007-2015) بـ "مبلغ 2 مليوني فرنك سويسري (1.8 مليون يورو)"، وهو ما وصفه الادعاء بأنه "فاتورة مزورة".
ويصر الرجلان على أنهما اتفقا منذ البداية على راتب سنوي قدره مليون فرنك سويسري، من خلال "اتفاق شفوي بين السّادة" من دون وجود شهود، وأن مالية "فيفا" لم تسمح بدفعه على الفور لبلاتيني.
قال دومينيك نيلين محامي بلاتيني للمحكمة "السبب وراء الإجراءات الحالية التي بدأت في عام 2015 بعد استقالة بلاتر، كان فقط لمنع ميشال بلاتيني من أن يصبح رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم".
وطالب بـ"تعويض أخلاقي" لموكله الذي "دُمّرت" مسيرته وسمعته في وقت بدا فيه، بصفته رئيسا لـ "ويفا" وما زال في قمة مجده الرياضي، في وضع مثالي لتولي قيادة كرة القدم العالمية.
ولكن من الناحية القانونية، فإن سياق القضية ليس له أهمية كبيرة، فالشيء الوحيد الذي كان يهم محكمة الاستئناف هو "الخداع" الذي يتهم به المتهمان، أي دفع "فيفا" مبلغ 2 مليوني فرنك سويسري إلى بلاتيني بدعم من سيب بلاتر.
في المقابل، أكّد بلاتر خلال المحاكمة أن الفرنسي "كان يستحق المبلغ"، قبل أن يروي بلاتيني تفاصيل المفاوضات "أردت أن أمزح قليلا، فقلت: مليون من أي عملة تريدها: روبل، بيسيتاس، ليرة". فقال السيد بلاتر "مليون فرنك سويسري".
مرافعةٌ ومدافعة يشوبهما الشك لعدم وجود دليل ثابت
في مرافعاته، سلّط المدعي العام توماس هيلدبراند الضوء على "التناقض" مع عقد عام 1999، والتباين مع الممارسات المعتادة للهيئة، وبشكل عام تلك التي تتعلق بعالم العمل، وكشف عن تقارير التدقيق التي تظهر أن "فيفا" لا يزال يتمتع باحتياطيات نقدية وفيرة.
هل المسألة تتعلق بتحديد أي نسخة هي الأكثر مصداقية؟ لا. ذكّر دومينيك نيلين، لأن عبء الإثبات في الإجراءات الجنائية يقع على عاتق الادعاء "ليس من مسؤولية الدفاع إثبات وجود مثل هذا الاتفاق الشفهي"، ولكن من مسؤولية الادعاء إثبات أن المتهم احتال على فيفا.
مع ذلك، برأت المحكمة الجزائية الفيدرالية في بيلينزونا في عام 2022 الرجلين في الدرجة الأولى، معتبرة أن الاحتيال "لم يثبت باحتمالية تقترب من اليقين"، حتى لو كان اتخاذ قرار من دون سجل مكتوب بمثل هذا الراتب المرتفع يبدو "غير عادي إلى حد ما".
وزعم الدفاع أيضا أن بلاتر لم يكن لديه "دافع" للاحتيال على "فيفا"، لأنه لم يكسب سنتا واحدا من هذه القضية، في حين كان بلاتيني "سيجد طرقا مختلفة أبسط كثيرا" لإثراء نفسه، مثل التفاوض على مكافأة أو توقيع عقد جديد.