الحياة تتوقف في غزة.. شح الوقود يعمّق معاناة السكان وسط صمت دولي

يشهد قطاع غزة أزمة إنسانية غير مسبوقة، حيث أكد المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة حماس أن التنقل داخل القطاع أصبح "شبه مستحيل" بسبب تشديد الحصار الإسرائيلي ومنع إدخال الوقود وغاز الطهي، ما أدى إلى توقف عمل المخابز والمرافق الحيوية. وندد المكتب الإعلامي بـالصمت الدولي والعربي إزاء الوضع المتفاقم، مطالبًا بتحرك فوري لفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية للمدنيين المحاصرين.
استئناف القصف الإسرائيلي
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في يناير الماضي، والذي أدى إلى مرحلة من الهدوء النسبي استمرت لأسابيع، إلا أن المحادثات حول تمديد الهدنة انهارت مؤخرًا، ما دفع إسرائيل إلى استئناف غاراتها الجوية وتوسيع عملياتها البرية في عدة مناطق من القطاع.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" وتلفزيون "فلسطين" بأن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق واسعة في خان يونس ورفح، وأسفر خلال الساعات الأخيرة عن مقتل 23 شخصًا. كما أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إصابة عدد من مسعفيها برصاص الجيش الإسرائيلي خلال حصار مركبات الإسعاف في رفح جنوب القطاع أثناء تغطية الهجمات الإسرائيلية على منطقة الحشاشين.
كارثة إنسانية
تسبب الحصار الإسرائيلي، إلى جانب التصعيد العسكري، في تفاقم الأزمة الإنسانية داخل قطاع غزة، حيث يمنع الاحتلال إدخال الوقود والمواد الأساسية، ما أدى إلى شلل شبه كامل في المرافق الخدمية. المخابز توقفت عن العمل، فيما يعاني المستشفيات من نقص خطير في الأدوية والمعدات الطبية، مما يهدد حياة آلاف المرضى والجرحى.
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن القطاع يواجه "كارثة مركبة"، حيث لم تقتصر آثار الحصار على الجانب الاقتصادي فقط، بل باتت تهدد حياة السكان بشكل مباشر، وسط استمرار القصف الإسرائيلي واستهداف المناطق المدنية.
تداعيات اتفاق وقف إطلاق النار وانهياره
كان اتفاق وقف إطلاق النار قد سمح بإدخال مساعدات إنسانية محدودة، إلى جانب تبادل الأسرى، حيث تم الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلية، بينهم 8 جثث، مقابل إطلاق سراح أكثر من 1800 معتقل فلسطيني. لكن مع انهيار المفاوضات، عاد الوضع إلى التدهور السريع، حيث لا يزال 58 رهينة من أصل 251 تم اختطافهم خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش الإسرائيلي أنهم قضوا.
ارتفاع أعداد الضحايا وسط استمرار العدوان
تُظهر الإحصاءات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، والتي تعدها الأمم المتحدة موثوقة، أن عدد ضحايا الحرب في غزة تجاوز 49 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، في ظل استمرار الهجمات العنيفة على المناطق السكنية.
مطالب دولية بوقف الحرب ورفع الحصار
وسط هذه الأزمة، تتزايد الدعوات الدولية لوقف التصعيد، حيث شددت منظمات حقوقية وإنسانية على ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي فورًا، وفتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة. ومع ذلك، لا تزال إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والإنساني في القطاع.