اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

د.سليمان يزور بنت النيل المصرية (أم العالمات المسلمات في إندونيسيا

د. سليمان خلال زيارته بنت النيل بإندونيسيا
د. سليمان خلال زيارته بنت النيل بإندونيسيا

كتب -صابر رمضان

في إطار زيارته العلمية لجمهورية إندونيسيا، حرص الدكتور أحمد علي سليمان، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على لقاء الشخصيات المهمة والمؤثرة التي أسهمت في النهضة الفكرية والعلمية وتعزيز العلاقات بين المؤسسات العلمية في مصر وإندونيسيا، وكان لها دور ريادي في تعليم اللغة العربية في إندونيسيا.

وكان من بين أبرز هذه الشخصيات السيدة الأستاذة الدكتورة نبيلة لوبيس، الأكاديمية المصرية التي انتقلت إلى إندونيسيا بعد زواجها من الطالب الإندونيسي برهان الدين لوبيس منذ أكثر من ستين عاما وأنجبت أربعة، حيث عاشت هناك وأسهمت بشكل فاعل في تطوير الحركة التعليمية، خاصة فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية والعلوم الإسلامية.

وقد أنجبت الدكتورة نبيلة لوبيس أولادا كراما تقلدوا مناصب أكاديمية مرموقة في الجامعات الإندونيسية، وعلى رأسهم معالي البروفيسيرة بنت الأزهر الشريف (من أم مصرية وأب إندونيسي) الأستاذة الدكتورة أماني برهان الدين لوبيس، الرئيسة السابقة لجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية بجاكرتا - إندونيسيا.

وانطلاقا من المثل المصري "ابن الوز عوّام" فقد نبغت د. أماني نبوغا في كثير من المجالات، وواصلت مسيرة والدتها في خدمة التعليم والثقافة. وقد أدت الدكتورة أماني دورًا مهمًا في تعزيز العلاقات الثقافية والأكاديمية بين مصر وإندونيسيا، ما جعل جهودها محل تقدير واسع.

وخلال اللقاء، الذي جمع الدكتور أحمد علي سليمان بالأم العظيمة أم العالمات المسلمات في إندونيسيا وأيقونة العمل والإبداع في خدمة إندونيسيا ومصر الدكتورة نبيلة لوبيس يوم الخميس 20 رمضان 1446هـ/ 20 مارس 2025م، بحضور ابنتها معالي الدكتورة أماني، دار نقاش ثري حول شريط الذكريات والخبرات وكيف نفيد الشباب من هذه الخبرات التراكمية المخلصة، وسبل تعزيز التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بتعليم اللغة العربية ونشر العلوم الإسلامية وتربية المرأة المسلمة وتمكينها وتحقيق ريادتها. كما تطرق الحديث إلى المبادرات التعليمية التي تمت خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في توطيد الروابط والجسور العلمية والثقافية بين البلدين وتلك التي يجب أن تنطلق من أجل مستقبل مشرق للأجيال، وشدد الجميع على ضرورة تبادل الخبرات بين البلدين في شتى المجالات.

ومن جانبها أعربت بنت مصر الكبيرة الدكتورة نبيلة لوبيس (أم عالمات إندونيسيا) عن تقديرها العميق للجهود الكبيرة التي بذلها فضيلة الدكتور أحمد علي سليمان خلال زياراته المتعددة لإندونيسيا، وامتنانها لزيارتها في منزلها بجاكرتا لا سيما وهو يذكرنا بالعلماء المخلصين، فقد تعلم على أيدي الكبار أمثال أ.د. جعفر عبد السلام (رحمه الله)، أ.د. نبيل السمالوطي (أمد الله في عمره) وغيرهما، وعمل معهما، مؤكدة أن زيارات د/ سليمان لإندونيسيا كان لها مردود كبير في تعزيز الوعي الديني، وربط النشء والشباب بمقدساتهم، وتنمية العلاقات بين المؤسسات في البلدين، وتجديد الخطاب الديني، والتعريف بسيرة سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بين المسلمين هنا بمنهج علمي يجمع بين الإمساك بتلابيب التراث الإسلامي التليد، والارتباط بالواقع وعلوم العصر وتقاناته، ومن خلال حُسن فهم النص وحُسن فهم الواقع وحُسن تنزيل النص على الواقع بعلمية ومنهجية، وقد أصبح لفضيلته جماهير في أنحاء متعددة من إندونيسيا، ويحظى باحترام الجميع وتقديرهم؛ نظرا لتجرده ومكانته العلمية والتربوية والقيادية وأسلوبه ومنهجه التجديدي في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة على منهج الأزهر الشريف، ومن ثم أصبح سفيرا مؤثرا جدا من سفراء مصر الأزهر، كما أشادت بمساعيه في دعم المشروعات التربوية والتعليمية والدعوية ونقل الخبرات التي تعود بالنفع على الأمة الإسلامية.

فضلا عن حسه الوطني وانتمائه الشديد لمصر المحروسة وللأزهر الشريف وعشقه لهما، وحرصه على رفع اسم مصر وعَلَمها واستهلال أي محفل يحل فيه في إندونيسيا بالنشيد الوطني المصري (بلادي بلاي لك حبي وفؤادي).

يُذكر أن الدكتورة نبيلة لوبيس تحظى بمكانة رفيعة في شتى الأوساط السياسية والأكاديمية والدعوية النسائية في إندونيسيا، بدءا من السادة رؤساء إندونيسيا الذين يقدرون دورها التاريخي في خدمة إندونيسيا.

وهي أول عالمة في مجال دراسة تحقيق المخطوطات العربية الإسلامية في إندونيسيا، علما بأن المؤلفات الإسلامية في القرون الماضية كانت تكتب باللغة العربية. كما أصبحت أول عميدة لكلية الآداب بجامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية جاكرتا. وكانت رئاستها لمجلس العالمات المسلمات في إندونيسيا مهمة لتمكين المرأة حيث أسهمت عبر مسيرتها الطويلة في ترسيخ تعليم البنات ورفع المستوى الثقافي للمرأة وتطوير مناهج الدراسات الإسلامية في المجتمع الإندونيسي، فضلا عن إصدارها لمجلة ألو إندونيسيا الثقافية والاجتماعية لمدة تقترب من ٢٠ عاما وهي المجلة الوحيدة التي تصدر باللغة العربية . هذه الجهود وغيرها كثير تظل شاهدًا على دورها البارز في تعزيز التواصل الحضاري بين مصر وإندونيسيا.

ونظرا لارتباطها الكبير بمسقط رأسها مصر وحضارتها، فقد شيدت في حديقة منزلها ثلاثة أهرامات كنماذج على غرار أهرامات الجيزة لتعريف الإندونيسيين بالحضارة المصرية.