حراك طلابي في أمريكا يدين قمع المؤيدين لفلسطين وسط استمرار مجازر غزة

أثار اعتقال الطالب الفلسطيني محمود خليل بسبب مواقفه الداعمة لفلسطين ردود فعل غاضبة في الأوساط الأكاديمية والحقوقية بالولايات المتحدة. وجاء اعتقال خليل عقب مشاركته في احتجاجات طلابية ضد الإبادة الجماعية في غزة، حيث واجهت هذه التظاهرات حملات قمع واعتقالات طالت طلابًا وأساتذة في عدد من الجامعات الأمريكية.
وأكد نشطاء أن استهداف الطلاب الفلسطينيين والمؤيدين للقضية الفلسطينية يعكس ازدواجية المعايير في التعامل مع الحريات الأكاديمية وحرية التعبير، حيث يُسمح بمواقف سياسية داعمة لإسرائيل بينما يتم قمع الأصوات التي تنتقد الاحتلال وجرائمه.
مهرجان شعبي في نيويورك: رفض للصمت الدولي وتضامن واسع مع غزة
نُظم مهرجان شعبي حاشد في قاعة "أدلر" بمدينة نيويورك، شارك فيه مئات النشطاء والأكاديميين وطلاب من جامعات مرموقة مثل هارفارد، كولومبيا، وستانفورد، حيث رفعوا لافتات تدين الاحتلال الإسرائيلي، وطالبوا بإنهاء القصف الوحشي على غزة، ووقف دعم واشنطن غير المشروط لإسرائيل.
كما انتقد المشاركون تواطؤ الحكومات الغربية في استمرار الجرائم الإسرائيلية، مشيرين إلى أن تمويل الجيش الإسرائيلي من أموال الضرائب الأمريكية يجعل الشعب الأمريكي شريكًا في معاناة الفلسطينيين. ووجه الحاضرون رسائل إلى الكونغرس الأمريكي لمطالبة الإدارة الأمريكية بوقف إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، وفرض عقوبات على تل أبيب بدلًا من دعمها.
أوضاع كارثية في غزة
يتزامن هذا الحراك الطلابي مع تدهور غير مسبوق في الأوضاع داخل قطاع غزة، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي قصفه العشوائي للأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس، ما أدى إلى سقوط أكثر من 48,572 شهيدًا وإصابة 112,032 آخرين، مع وجود آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
ويعيش سكان غزة أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث تعاني المستشفيات من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، كما توقفت أغلب محطات الكهرباء والمياه بسبب الحصار واستهداف البنية التحتية. في الوقت ذاته، تمنع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية، مما أدى إلى انتشار المجاعة وسوء التغذية بين الأطفال، حيث حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية قد تكون الأسوأ في التاريخ الحديث.
محاولات لتكميم الأفواه
في ظل تصاعد الأصوات الداعمة لفلسطين، تواجه الجامعات الأمريكية ضغوطًا متزايدة من جماعات الضغط الموالية لإسرائيل لإسكات الأصوات التي تدين الاحتلال. وتشمل هذه الضغوط إلغاء محاضرات لمفكرين مناصرين لفلسطين، ومنع فعاليات طلابية، وتهديد الطلاب بالطرد أو منعهم من التخرج بسبب مواقفهم السياسية.
ورأى حقوقيون أن ما يجري هو محاولة ممنهجة لتجريم التضامن مع الفلسطينيين، حيث تُتهم الأصوات الناقدة للاحتلال بمعاداة السامية، رغم أن العديد من اليهود الأمريكيين أنفسهم يشاركون في الاحتجاجات ضد الحرب على غزة.
وأكد نشطاء أن تصاعد حملات القمع لن يُسكت الحركة الطلابية، بل سيؤدي إلى مزيد من التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية، وزيادة الضغوط على الحكومات الغربية لمراجعة سياساتها تجاه الاحتلال الإسرائيلي.