اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
الأوقاف المصرية تفتتح 17 مسجدًا جديدًا الجمعة القادمة روسيا بين صراع النفوذ والانهيار.. تحديات جديدة في سوريا وأفريقيا توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي التموين والأوقاف لتوريد السلع الأساسية ضريح سليمان شاه يعود إلى بؤرة التوتر بين تركيا والأكراد في شمال سوريا التعليم الفلسطيني: أكثر من 12 ألف طالب استُشهدوا منذ بداية العدوان الإسرائيلي المدير التنفيذي لمرصد الأزهر: نشر الأفكار المضللة أحد تهديدات الأمن الفكري ليبيا على مفترق طرق.. الأمم المتحدة تُقدّم مبادرة جديدة وسط تحديات الانقسام السياسي نائب رئيس جامعة الأزهر: ملامح الوقاية الصحية ظهرت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فرانسوا بايرو أمام تحديات غير مسبوقة.. معركة سياسية واقتصادية للحفاظ على الاستقرار في فرنسا كوباني على شفير المواجهة.. فشل الهدنة وتعزيزات عسكرية تهدد الاستقرار وزير الأوقاف: تحقيق الأمن والأمان على رأس أولويات المؤسسة الدينية في مصر مفتي الديار المصرية: ندعم كفاحَ الشعب الفلسطيني في غزةَ ضد الكيان المحتل

أزمة الطحين في غزة.. جوع وقصف وتهديدات على الطريق للحصول على لقمة العيش

غزة
غزة

يعيش قطاع غزة في ظل أزمات إنسانية متفاقمة، حيث بات الحصول على الطحين بمثابة معركة يومية بين الحياة والموت، بعدما وصل سعره إلى مستويات قياسية يصعب على المواطنين تحملها. وأمام هذا الواقع الصعب، يضطر الأهالي للبحث عن الطحين بأي ثمن، دون اكتراث للمخاطر التي تتهددهم من القصف الجوي الإسرائيلي، أو حتى من قناصة الاحتلال المنتشرين على طول القطاع.

أحد المشاهد الإنسانية المؤلمة التي تكشف معاناة سكان غزة هي قصة المواطن عبد الرؤوف الفرا، الذي فقد نجليه أثناء محاولتهما الحصول على الطحين من مدينة رفح، الواقعة على الحدود مع مصر. ورغم محاولاته ثنيهما عن الذهاب إلى المدينة التي كانت عرضة للقصف، إلا أن ابنه محمد أصر على المضي قدمًا، مدعيًا أن المنطقة التي يوجد بها الطحين ليست خطرة. بعد رحلة محفوفة بالمخاطر، لم يعد الأب يسمع أخبارًا عن نجليه، إلا من خلال مكالمة هاتفية أخبره فيها محمد أنه أصيب بينما استشهد شقيقه خالد.

"آخر ما تلقيته من ابني محمد كان أنه أصيب، بينما أخبرني أن شقيقه خالد استشهد"، يقول الفرا وهو يتحدث عن لحظة انهياره بعد تلقيه الخبر. وأضاف: "منذ ذلك الوقت، لا أعرف شيئًا عن مصيرهما. الجميع يشير إلى احتمال أن يكونا من بين الجثث التي تم انتشالها من شرق رفح".

لم يكن الفرا وحده من يعاني من فقدان أبنائه، إذ تتزايد الأعداد المفقودة في القطاع، حيث يواجه الكثير من الأهالي تهديدات مباشرة من القصف والجوع، ويضطرون للبحث عن مواد غذائية نادرة بأسعار خيالية. وبات الطحين من أغلى السلع التي يصعب الحصول عليها، إذ وصل سعر الكيلو إلى 40 شيكل، بينما يتراوح سعر كيس الطحين الذي يزن 25 كيلو بين 800 إلى 1000 شيكل.

ما يزيد من تعقيد الوضع في غزة هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام الجوع كسلاح حرب ضد المدنيين، حيث أكد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، أن إسرائيل حرمت سكان غزة من الأساسيات الضرورية للبقاء على قيد الحياة، ومنها الغذاء.

وفقًا لتقرير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، تعيش غزة أسوأ أزمة غذائية في تاريخها، حيث يعاني نحو 2.2 مليون شخص من الجوع، ويبحثون عن أي وسيلة لتوفير طعام لعائلاتهم. ومع نقص المواد الأساسية في الأسواق، اضطر البعض إلى استخدام الدقيق الفاسد لإطعام أطفالهم، في ظل ندرة البدائل الصحية.

وتستمر معاناة غزة في ظل الحرب الدائرة، حيث تتزايد الضحايا يومًا بعد يوم. منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023، خلف الهجوم المستمر أكثر من 146 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء. كما تجاوز عدد المفقودين عشرة آلاف شخص، وسط دمار هائل في البنية التحتية للقطاع، ما يجعل من الصعب الحصول على إحصائيات دقيقة حول العدد الفعلي للضحايا والمفقودين.

ومع استمرار العدوان على غزة، تتعرض مدينة رفح لمزيد من التدمير، حيث دمرت نحو 80% من المباني بشكل كامل. ورغم هذه المخاطر والدمار، يواصل المواطنون المحاولة للوصول إلى منازلهم أو للحصول على احتياجاتهم الخاصة من السلع الضرورية، مثل الطحين، وسط غلاء الأسعار، بما يهدد بزيادة معاناتهم في ظل هذه الأوضاع المأساوية.

هذا الواقع يبرز حجم المأساة الإنسانية في غزة، التي تمثل واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية التي يعيشها العالم اليوم، في ظل الحصار والحرب المستمرة.