الدور العربي في سوريا.. تحركات موحدة لدعم الاستقرار وقطع الطريق على المخططات التقسيمية
توقع خبراء في الشأن السياسي أن يكون للدور العربي تأثير بارز في المرحلة المقبلة من الأزمة السورية، خاصة في مجالات متعددة تهدف إلى تحقيق استقرار سوريا ومنع تقسيمها، فضلاً عن المشاركة الفعالة في عملية إعادة الإعمار. ورأوا أن سوريا في حاجة ماسة إلى جهود عربية لدعم الأمن والاستقرار في البلاد، وهو ما لقي ترحيبًا من المواطنين السوريين، الذين يعتقدون أن التدخل العربي قد يكون الحل الأفضل للخروج من هذه الأزمة.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تحتضن فيه مدينة العقبة الأردنية اجتماعات هامة لمناقشة سبل دعم عملية سياسية شاملة بقيادة السوريين أنفسهم، وذلك في إطار تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254. وتشمل الاجتماعات لجنة الاتصال العربية الوزارية، التي تضم ممثلين عن الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، إضافة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية. كما يشارك في اللقاء وزراء خارجية الإمارات والبحرين وقطر، حيث يتم بحث تطورات الوضع السوري وتعزيز التعاون العربي في هذا السياق.
دور عربي موحد لتحقيق الاستقرار
وفي إطار هذه التحركات، يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعات مشتركة مع نظرائهم من تركيا والولايات المتحدة، إضافة إلى الممثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، والمبعوث الأممي إلى سوريا. وتوقع الخبير في الشؤون الاستراتيجية، راغب رمالي، أن تسعى الدول العربية إلى تبني دور موحد في التعامل مع الأزمة السورية، مع التركيز على الثوابت الأساسية التي تقضي بعدم تقسيم سوريا والعمل على تحقيق انتقال سياسي سلمي.
وأوضح رمالي أن هناك ترحيباً واضحاً من السوريين بالدور العربي في مساعدة البلاد على تجاوز هذه المرحلة الصعبة، خاصة وأن الدول العربية ليس لها أطماع داخلية في سوريا، بل تهدف إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية. كما أكد أن الحضور الاقتصادي العربي سيكون له دور محوري في عملية إعادة الإعمار، ما سيساهم في دعم الاقتصاد السوري دون أن يترتب عليه أي آثار سلبية على الداخل السوري.
التعاون العربي والدولي لمواجهة المخططات التقسيمية
من جانبه، أشار الباحث في العلاقات الدولية أحمد سعيد إلى أن سوريا ليست مجرد دولة إقليمية ذات أهمية بالغة بالنسبة للدول العربية فحسب، بل تمثل بوابة رئيسة للعالم العربي قد تؤثر على استقرار دول أخرى في المنطقة. وأكد سعيد أنه من المتوقع أن يتخذ الدور العربي أشكالاً متعددة، يشمل التعاون على المستويات الاقتصادية والسياسية، بما يساهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا.
وفي السياق ذاته، أضاف الكاتب والباحث السياسي السوري غسان يوسف أن هناك ثلاثة دول عربية جارة لسوريا، هي لبنان والعراق والأردن، مما يستدعي علاقات قوية واتصالات مستمرة بين هذه الدول لتأمين الحدود ومواجهة التحديات الأمنية والتهديدات الإرهابية في المنطقة. وأوضح يوسف أن الاجتماعات الحالية في العقبة قد تفضي إلى قرارات هامة تخص الوضع السوري، وأن الدول العربية تعمل على صياغة علاقة قوية مع الحكومة السورية الجديدة بهدف الحفاظ على وحدة سوريا وضمان أمنها.