تصاعد المخاوف من عودة نشاط تنظيم ”داعش” في سوريا وسط الفراغ الأمني
تزداد المخاوف من عودة تنظيم "داعش" إلى النشاط مجددًا في سوريا، في ظل حالة الفراغ الأمني التي تشهدها البلاد بعد سقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
ووفقًا لتقرير صادر عن "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، فقد ارتفع عدد الهجمات التي شنها تنظيم "داعش" في البادية السورية منذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر الجاري إلى ست هجمات، أسفرت عن مقتل 70 شخصًا، بينهم عدد كبير من عناصر قوات النظام السابق. كما ذكر المرصد أن التنظيم نفذ عملية إعدام جماعية، حيث قام بإعدام 52 عسكريًا من قوات النظام قرب كازية في منطقة السخنة في بادية حمص، إضافة إلى قتل 18 مدنيًا في نفس الهجوم.
وأشار "المرصد السوري" إلى أن تنظيم "داعش" شن خمس هجمات في محافظة حمص، إضافة إلى هجوم آخر في محافظة دير الزور أسفر عن مقتل ستة موظفين يعملون في حقل التيم النفطي. كما نقل المرصد عن مصادر محلية أن عناصر التنظيم اعتقلوا عدداً من الأشخاص الفارين من الخدمة العسكرية في البادية ودير الزور، وذلك بعد انهيار نظام الأسد في البلاد.
وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن ستة رعاة أغنام سوريين قتلوا صباح اليوم السبت على يد مسلحين من خلايا تنظيم "داعش" في بادية حمص وسط سوريا. وأوضح المرصد أن عناصر التنظيم اعترضوا الرعاة في وقت مبكر من صباح اليوم، وقتلوهم بعد سرقة ماشيتهم، ثم فروا باتجاه منطقة بادية الحماد السورية.
ومنذ سقوط نظام الأسد في 8 ديسمبر، شهدت مناطق مختلفة من البادية السورية موجة من الهجمات التي استهدفت المدنيين والعسكريين على حد سواء. ووفقًا للمرصد، أسفرت الهجمات عن مقتل 18 مدنيًا وأكثر من 50 عسكريًا من قوات النظام. وأشار إلى أن العديد من الجنود تم إعدامهم أثناء محاولتهم الهروب من مناطق سيطرة النظام مع انهيار حكم الأسد.
وفي ظل تزايد الهجمات التي يشنها تنظيم "داعش"، يخشى العديد من الخبراء من أن التنظيم قد يستغل هذه الفترة الانتقالية في سوريا لإعادة بناء قوته في المناطق الشرقية والشمالية الشرقية، لاسيما في البادية السورية، حيث يظل يحتفظ بوجود ضعيف ولكنه نشط. وقد أثار هذا القلق على المستوى الدولي، حيث أكد مسؤولون أمريكيون أنهم يعملون على منع تنظيم "داعش" من استعادة قوته في سوريا، وذلك في محاولة لتجنب تفاقم الوضع الأمني وزيادة موجات العنف وعدم الاستقرار في البلاد.
تنظيم "داعش" الذي كان قد تمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من سوريا والعراق في عام 2014، قد تعرض لانتكاسات كبيرة في السنوات الماضية، وحقق هزيمة ساحقة في عام 2019 على يد القوات السورية المدعومة من التحالف الدولي. لكن عناصره الذين انكفأوا إلى مناطق نائية، خصوصًا في البادية السورية، لا يزالون ينفذون هجمات ضد المدنيين والقوات العسكرية، مما يعكس قدرة التنظيم على التكيف مع الظروف المتغيرة في المنطقة.