إنقاذ سونيون.. دروس بيئية من البحر الأحمر وتحذيرات من خطر الحوثيين
مع نجاح عملية إنقاذ ناقلة النفط اليونانية "سونيون"، يعود الدور العالمي مجدداً لمواجهة الكوارث البيئية التي تسببها مليشيات الحوثي. فقد شهد البحر الأحمر سلسلة من الكوارث البيئية بدأت من ناقلة "صافر" مروراً بـ"روبيمار" و"توتور"، وصولاً إلى "سونيون".
تُعد عملية إنقاذ "سونيون" الثانية من نوعها التي تجنب البحر الأحمر كارثة تسرب نفطي عالمي، بعد نجاح الأمم المتحدة العام الماضي في إدارة أزمة ناقلة "صافر" التي كانت عائقاً لسنوات بسبب تعنت الحوثيين.
في الشهر الماضي، تعرضت ناقلة "سونيون" لهجمات من قبل الحوثيين، حيث دمرت العبوات الناسفة سطح السفينة، مما أدى إلى اشتعال النيران فيها لأكثر من 22 يوماً. فشلت المحاولة الأوروبية الأولى لقطرها، لكن العملية نجحت أخيراً يوم الأحد بربطها بقوارب قطر لسحبها إلى مكان آمن.
تنطوي عملية إنقاذ "سونيون" على مرحلتين: أولاً، نقل السفينة إلى موقع آمن، وثانياً، تفريغ حمولتها البالغة نحو مليون برميل من النفط الخام وإزالة خطر الكارثة البيئية.
وأكدت مهمة "أسبيدس" الأوروبية أن العملية كانت ضرورية لتفادي كارثة بيئية، وأنها تتطلب تعاوناً بين عدة جهات عامة وخاصة. وأضافت "أسبيدس" على منصة "إكس" أن عملية سحب السفينة إلى مكان آمن قد بدأت بنجاح، مع الاعتراف بتعقيد العملية.
وأشارت المهمة إلى وجود أصولها العسكرية البحرية في المنطقة لحماية السفن المشاركة في عملية الإنقاذ، مما يعزز الأمن البحري والبيئي.
تم بناء السفينة اليونانية "سونيون" في عام 2006، وهي تزن 163,759 طناً. وكانت السفينة تحمل مليون برميل من النفط عندما تعرضت لهجمات الحوثيين في 21 و23 أغسطس، مما أسفر عن انفجار عبوات ناسفة على سطحها.
تجنب قطر "سونيون" حدوث خامس أكبر تسرب نفطي في التاريخ. وقال الخبير البيئي اليمني منير قائد إن بدء عملية إنقاذ الناقلة له أهمية كبيرة، حتى وإن تأخرت 22 يوماً، حيث سيساهم في منع كارثة بيئية تعادل كارثة "روبيمار" التي ألحقت أضراراً بالغة بالبحر الأحمر.
وحذر قائد من أن أي تسرب للنفط في البحر الأحمر قد يؤدي إلى كارثة بيئية تؤثر على جميع السواحل المطلة عليه، فضلاً عن الأضرار التي قد تلحق بالممر الملاحي والتنوع البيولوجي البحري. وأكد على ضرورة أن تتعامل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجدية مع هجمات الحوثيين، وأن تدعم الحكومة اليمنية في تأمين سواحل البلاد.
وشدد قائد على أن المليشيات قد تواصل هجماتها على السفن التجارية والنفطية، مما يستدعي تحركاً عالمياً لردع هذه الجماعة ودعم جهود تأمين السواحل اليمنية.