أمين عام مجمع البحوث الإسلامية: الحفاظ على الهوية يبدأ من اللغة ودورها في بناء الأمم
ألقى الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، خطبة الجمعة من مسجد الميناء الكبير بمدينة الغردقة، تحت عنوان "لغة القرآن والحفاظ على الهوية"، وذلك في إطار مشاركته في القافلة التي أطلقها المجمع إلى محافظة البحر الأحمر هذا الأسبوع.
وأكد الجندي في خطبته أن الهوية تعد من أهم ضروريات الحياة، حيث أنها تشكل أساس استقرار الوجود، مشيرًا إلى أن الحفاظ عليها هو بمثابة بناء للأمم بينما التخلي عنها يعد هدمًا لها. وأوضح أن الهوية يجب أن تبنى على عدة مسارات أساسية لضمان استمراريتها عبر الأجيال.
وأشار إلى أن المسار الأخلاقي يعد من أبرز هذه المسارات، حيث يعتبر أساسًا للحضارات والأمم، مشددًا على أن الأخلاق هي التي صنعت الأمم التي قامت بها الحضارات. كما أكد على أهمية المسار العقدي، وأوضح أن هذا المسار يتطلب جهدًا مضاعفًا للحفاظ عليه وسط محاولات مستمرة لتلويث العقيدة السليمة بأفكار شاذة.
أما المسار الثالث الذي تناوله الجندي فهو مسار السلم الكوني والاستقرار الوجودي، حيث أكد أن هذا المسار لا يمكن أن يتحقق بعيدًا عن المنهج النبوي الشريف الذي أرسى قواعد الاستقرار في الكون.
وفي ختام خطبته، شدد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية على أن هوية الأمة تبدأ من لغتها، لافتًا إلى أن الله قد مَّن علينا بلغة القرآن التي تحمل في طياتها معاني عميقة ومنهجًا حضاريًا، داعيًا الجميع إلى التمسك بهذه الهوية التي ترتكز على الوحي السماوي لتحقيق الأمان والتقدم والرقي في الحياة الدنيوية والآخروية.
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم، الجمعة 6 ديسمبر 2024 (4 من جمادى الآخرة 1446هـ)، بعنوان "لغة القرآن والحفاظ على الهوية". تهدف الخطبة إلى تسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في تنشئة الأجيال بشكل سليم ودورها المحوري في الحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمعات الإسلامية. كما تركز على دور اللغة العربية، باعتبارها لغة القرآن الكريم، في توطيد الهوية الدينية والثقافية للأمة الإسلامية.
وأشارت الوزارة إلى أن موضوع الخطبة يتماشى مع المحورين الاستراتيجيين الثالث والرابع للوزارة، حيث يتعلق المحور الثالث بـ "بناء الإنسان"، بينما يركز المحور الرابع على "صناعة الحضارة". يأتي اختيار هذا الموضوع في توقيت مهم يتزامن مع انطلاق فعاليات المسابقة العالمية الحادية والثلاثين للقرآن الكريم التي ستبدأ يوم السبت 7 ديسمبر 2024، مما يعكس أهمية اللغة العربية في الحفاظ على الهوية الإسلامية من خلال تعاليم القرآن الكريم.
وفي إطار جهود الوزارة المستمرة في مجال إعمار بيوت الله، أعلنت وزارة الأوقاف عن افتتاح 25 مسجدًا جديدًا في مختلف المحافظات اليوم، من بينها 22 مسجدًا تم إحلالها وتجديدها، بالإضافة إلى 3 مساجد تم صيانتها وتطويرها. وذكرت الوزارة أن إجمالي المساجد التي تم افتتاحها منذ بداية يوليو 2024 بلغ 467 مسجدًا، شملت 349 مسجدًا تم إحلالها وتجديدها و118 مسجدًا تم صيانتها وتطويرها.