اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
علماء الأزهر يوضحون الحكمة من نشأة النبي يتيما الدكتور علي جمعة يوجه نصيحة للمسلمين.. «ارفعوا البلاء بالصدقة» رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية هويتنا ولغة القرآن الكريم ولسان الدعوة والداعية وزير الأوقاف المصري يوجه بتحقيق نقل نوعية في الخدمات الصحية بمستشفى الدعاة شيخ الأزهر يبحث التعاون المشترك مع رئيس مكتبة قطر الوطنية أمين البحوث الإسلامية للشباب: حددوا مسارات معارفكم لمواجهة الانحرافات الفكرية مرصد الأزهر: المناطق الحدودية هي التحدي الأكبر أمام إقرار الأمن الشامل في باكستان السبت المقبل.. انطلاق المستوى الثالث من البرنامج العلمي النوعي للوافدين بالجامع الأزهر 44805 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة الأمين العام للشئون الإسلامية يوجه بعقد المجالس الحديثيَّة بصورة دوريَّة ومنتظمة كوريا الجنوبية على صفيح ساخن.. محاولة انتحار واتهامات بالتمرد تلاحق الرئيس ووزير الدفاع دار الإفتاء المصرية تُنهي استعداداتها لندوة «الفتوى وتحقيق الأمن الفكري»

خطيب المسجد الحرام: الخيانة من أعظم الذنوب والكبائر

الشيخ الدكتور ياسر الدوسري
الشيخ الدكتور ياسر الدوسري

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور ياسر الدوسري المسلمين بتقوى الله عز وجل، مؤكداً أنها خير زاد للإنسان وأرجى ما يتزود به في مسيرته نحو النجاة، حيث إن التقوى هي ما يُرزق بها المسلم من حيث لا يحتسب.

وفي خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم في المسجد الحرام، أكد الشيخ الدوسري أن مكارم الأخلاق هي سمة الأنبياء والأتقياء، وهي من أبرز أسس الإسلام، وأحد الركائز المهمة التي يقوم عليها الإيمان. وأضاف أن الأخلاق الحميدة هي المظهر الأسمى للإحسان، ومن خلالها ينال المسلمون الدرجات العليا والمقامات السامية في الدنيا والآخرة.

وأشار الدوسري إلى أن نصوص الوحي في القرآن والسنة حثت على التمسك بالفضائل والتحلي بمكارم الأخلاق، بينما حذرت من الرذائل. وذكّر بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "إنما بُعِثتُ لأتمم مكارم الأخلاق"، مبينًا أن الأخلاق الكريمة هي التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم في قمة الكمال الإنساني، حيث كان خلقه القرآن، كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها.

واستعرض الدوسري خصائص حسن الخلق، موضحاً أنه لا يقتصر على المظاهر فقط مثل طلاقة الوجه وطِيب الكلام، بل يمتد ليشمل بذل النصح، وكف الأذى، والابتعاد عن النواهي، والقيام بالأوامر والفضائل. وقال إن الأخلاق ليست فقط فطرية، بل يمكن اكتسابها، مشيرًا إلى أن العلم يُكتسب بالتعلم، والحلم بالتحلُم، وأن من يطلب الخير سيحصل عليه بإذن الله.

وأكد أن الإسلام قدّم منهجًا متكاملاً للأخلاق، مشيرًا إلى أن تقوى الله والأخلاق الحميدة متلازمان، ولا يمكن للمرء أن يتحلى بأخلاق حسنة دون تقوى لله، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقِ الله حيثما كنت، وخالق الناس بخلق حسن".

وفيما يتعلق بالفساد، نبه الشيخ الدوسري إلى أن الإسلام حذر من جميع أشكال الفساد والانحراف، مشددًا على أن كل انحراف عن الوظائف المقررة يعتبر فسادًا وخيانة. واستشهد بما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حول الذين يستخفون بأموال الله بغير حق، موضحًا أن الوعيد الشديد يطال من يمد يده إلى ما حرّم الله من أجل إشباع شهواته أو زيادة مكاسبه، كما في الحديث الشريف: "إن رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة".

وأشار إلى أن تضييع الأمانة يشمل العديد من الأفعال مثل الإهمال في المال العام، الإسراف، والرشوة، مشدداً على أن الإسلام يعتبر الخيانة من الكبائر المحرمة التي يجب على المجتمع جميعًا محاربتها ومكافحتها. وذكر أن هذا الواجب الشرعي والوطني يتطلب التعاون بين الأفراد والهيئات المعنية للحفاظ على المصلحة العامة والحد من الفساد.

وفي الختام، أكد الشيخ الدوسري على أهمية العمل بالأخلاق الحميدة، التي هي بمثابة رسالة نبيلة لكل مسلم يسعى لتحقيق التوازن بين دينه ودنياه، مع دعوة الجميع للعمل على نشر الفضيلة ومحاربة الفساد بكافة أشكاله.