الدكتور علي جمعة يوجه نصيحة للمسلمين.. «ارفعوا البلاء بالصدقة»
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية الأسبق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الصدقة من أعظم القربات إلى الله سبحانه وتعالى لرفع الابتلاءات وكشف الضر.
وأشار الدكتور علي جمعة في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يتحدث سيدنا النبي ﷺ عن الصدقة فيقول إنها تدفع البلاء، ويقول ﷺ: "الصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ كَمَا يُطْفِئُ المَاءُ النَّارَ".
وأكد مفتي الديار المصرية الاسبق، أن الصدقة تجوز حتى ولو كانت على الغني، فمن أخرج شيئًا - حتى ولو كان اليتيم غنيًّا إدخالاً للسرور عليه، أو كان الجار غنيًّا إدخالاً للسرور عليه، أو حتى كان للوالدين وهما أغنياء إدخالاً للسرور عليهما - كانت هذه من الصدقات التي يقبلها الله سبحانه وتعالى، وتقع في يده جل جلاله قبل أن تقع في يد الإنسان.
واستشهد الدكتور علي جمعة بنعي الله سبحانه وتعالى على أولئك البخلاء فيقول : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ }. وبذلك فقد كفروا نعمة الله.
وأشار شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إلى رواية شيخه العارف بالله الشيخ عبد الله الغماري رحمه الله تعالى، أن الملك الحسن رحمه الله، ملك المغرب -وكان من آل البيت- كانت تحدث له أحداث غريبة فينجو منها. حدثت له حادثة في الطائرة فنجا ونزل سالمًا. وحدث انقلاب في قصره وقبضوا عليه، وضربوه بالنار، فأصابت الرصاصة الحارس الذي يقف خلفه ومات الحارس. ثم أطلق الحارسان الآخران النار، فأصاب أحدهما الحارس الثاني فمات أيضًا. وعندما رأى ذلك الحارس الثالث هرب خوفًا. وخرج الملك، فقال للحارس الذي يقف على الباب: "يا ولد"، فرد عليه الحارس: "نعم يا سيدي"، فقال له: "افتح الباب"، فقال الحارس: "حاضر يا سيدي". وفتح له الباب فخرج.
وتابع الدكتور علي جمعة، فنحن تعجبنا كيف ينجو من كل مصيبة يصاب بها؟! وسألنا شيخنا الشيخ عبد الله الغماري رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال: "كان كثير الصدقة، ولم يسأله أحد قط إلا وأعطاه". انظروا إلى الصدقة كيف صنعت له تحويطة تحميه، فلا يصيبه شيء إلا بإذن الله.
وأكد الدكتور علي جمعة، كان سيدنا الشيخ أحمد بن الصديق الغماري لا يرد يد سائل أبدًا. كل من يأتي إليه يسأله يعطيه فورًا. وفي يوم كان يجلس قريبًا من الجامع الأزهر، وجاءه فقير يسأله، وكان معه ورقة من فئة المائة جنيه -وكانت كبيرة الحجم آنذاك- ولم يكن في جيبه غيرها. سأله الفقير، فأدخل يده في جيبه وأخرج المائة جنيه وأعطاها له. ولكن كان هناك سمسار -رغم أن السيد أحمد كان حريصًا ألا يراه أحد مُخرجًا النقود- رأى طرف الورقة فقط، فعلم أنها مائة جنيه. فقام صارخًا رافعًا صوته قائلاً: "الحقوني! الشيخ أعطى هذا الرجل مائة جنيه! أأنت مجنون؟!" وبدأ يلاحق الفقير ليعيد المال. فما كان من الشيخ أحمد بن الصديق إلا أن قام ليختفي عن أنظارهم، حتى لا يجدوا أحدًا إذا أمسكوا بالرجل وأخذوا منه النقود، فلا يجدوا من يردونها إليه.
واختتم الدكتور علي جمعة قائلا:" فالحمد لله رب العالمين أن أبقى في أمة سيدنا محمد ﷺ أمثال هؤلاء. وقد شاهدنا من مشايخنا من لا يُحصي النقود لا دخولاً ولا خروجًا. يضع يده في جيبه ويعطي بلا حساب".