اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

موضوع خطبة الجمعة اليوم.. أَنت عند الله غال

خطبة الجمعة
خطبة الجمعة

حددت وزارة الأوقاف، في خطبة الجمعة التي أُقيمت اليوم 21 نوفمبر 2024م، موضوعًا بعنوان "أنت عند الله غالٍ". وأوضحت الوزارة أن الهدف من هذه الخطبة هو توجيه المجتمع إلى أهمية احترام قدسية الإنسان باعتباره مخلوقًا عظيمًا من صنع الله، والتحذير من أي انتقاص من شأنه أو إهانته بأي طريقة.

بدأت الخطبة بتذكير المسلمين بعظمة الله سبحانه وتعالى، الذي خلق الإنسان في أفضل تقويم، وأعطاه مكانة رفيعة في الكون، حيث كرمه الله وفضلّه على كثير من خلقه. وأشار الإمام إلى ما ورد في الحديث النبوي الشريف، الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنت عند الله غالٍ"، في إشارة إلى أن الإنسان هو أعظم مخلوق عند الله، مهما كانت ظروفه أو شكله أو لونه، فإنه عند الله له قيمة كبيرة لا تقدر بثمن.

وذكر الخطيب في الخطبة أن الله سبحانه وتعالى قد خلق الإنسان في أحسن صورة، وسجدت الملائكة له، وزكّاه بقدرته على التفكير والتدبر، وأعطاه من نعمته ما لا يُعد ولا يُحصى. وأوضح أن الإنسان هو الكائن الذي كرمّه الله بعبادته وذكره وشكره، وسخّر له سبل العلم والمعرفة، ليعمر الأرض ويشيد الحضارات.

أشار الإمام إلى أن الله سبحانه وتعالى قد جعل من حقوق الإنسان احترامه وعدم التقليل من شأنه، وأن الإساءة إليه بكلمة أو فعل أو إشارة يُعتبر تعديًا على ما كرمه الله به. واستشهد بما ورد في سورة الحُجُرات، التي نزلت لتحذر من السخرية والاستهزاء بالآخرين، فقال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قومٌ من قومٍ عسى أن يكونوا خيرًا منهم...}.

وأوضح الخطيب أن المسلم يجب أن يحذر من أي تصرفات تُقلل من قدر الآخرين، مشيرًا إلى أن هذه التصرفات ليست فقط مذمومة في الإسلام، بل هي من أفظع أنواع الظلم. وذكر أن جميع صور الإساءة التي تمس كرامة الإنسان، سواء كانت لفظية أو جسدية أو من خلال الإشارات، تعتبر محرمّة ويجب اجتنابها.

كما تطرق الإمام إلى حادثة سيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه، عندما تعرض للاحتقار من قبل أحد قادة قريش بسبب لونه. وأشار إلى أن الرد الإلهي على هذا التمييز كان في قوله تعالى: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}، موضحًا أن الإسلام قد جاء ليُعلي من شأن الإنسان ويُزيل كل أنواع التفرقة أو العنصرية التي قد تُمَارس ضده.

وتابع الخطيب في خطبته بأن الإنسان الذي يُنتَقَص من قدره أو يُسخر منه يجب أن يرفع رأسه، لأن الله عز وجل يُدافع عن الإنسان الذي يظل في خطاياه، كما دافع عن سيدنا بلال. وأكد على أن الله تعالى هو الذي يحمى الإنسان من كل أنواع التمييز العنصري، وأنه مهما كانت الظروف، يبقى الإنسان عند الله غاليًا ومقدرًا.

في ختام الخطبة، دعا الخطيب جميع المسلمين إلى التحلي بروح الاحترام والتقدير للآخرين، مشيرًا إلى أن الإسلام لا يقتصر على تعظيم الإنسان وحمايته من الإساءة فقط، بل يعلو به ليصبح من الأركان الأساسية لبناء المجتمعات الصالحة. وأكد على ضرورة أن يعامل المسلمون بعضهم البعض بكل حب وتقدير، متجنبين السخرية والتنمّر، ومؤكدًا أن ديننا الإسلامي هو دين العدل والمساواة.

موضوعات متعلقة