موضوع خطبة الجمعة.. «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا»
حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة اليوم تحت عنوان "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، حيث سيقوم جميع الأئمة في المساجد المنتشرة على مستوى الجمهورية بإلقاء هذه الخطبة.
وأوضحت وزارة الأوقاف أن الهدف من اختيار هذا الموضوع هو تعزيز وعي جمهور المسجد بأهمية مخاطبة الناس بأفضل العبارات وأجمل الكلام. وأكدت على ضرورة طهارة اللسان من الكذب وفحش القول، سواء في التفاعلات اليومية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت الوزارة أن عناصر الخطبة ستتناول عدة نقاط رئيسية، من بينها أن الكلام الطيب والقول الحسن يعدان من أعظم الهدايا التي يمنحها الله للإنسان. فالله سبحانه وتعالى يأمر عباده بالقول الحسن لجميع الناس، حيث إن للكلمة الطيبة تأثيرها الإيجابي في الحياة اليومية وفي العالم الافتراضي.
كما تضمن نص الخطبة الدعاء والحمد لله، حيث قال الإمام: "الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَمَا تَقُولُ، وَلَكَ الحَمْدُ خَيْرًا مِمَّا نَقُولُ". تلي ذلك التأكيد على أن من أعظم نعم الله على الإنسان هو أن يمنحه لسانًا طيبًا يستطيع من خلاله إدخال السرور على الآخرين، ومساعدتهم في أوقات الشدة، ودعم العلاقات الأسرية والاجتماعية.
وختمت الوزارة بالدعوة إلى الالتزام بمكارم الأخلاق، مؤكدين أن الكلام الطيب يجب أن يكون موجهًا لجميع الناس، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو لونهم. وهذا يبرز قيمة الإنسانية ويعزز الروابط الاجتماعية في المجتمع.
نص خطبة الجمعة
إخواني في الله، إن الكلمة الطيبة هي حياة نابضة بالنور والأمل والتفاؤل. فهنيئًا لمن تقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالكلام الجميل الذي ينير حياته وحياة الآخرين، سواء في واقعنا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «في الجنة غرفة يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها لمن ألان الكلام، وأطعم الطعام، وبات لله قائمًا والناس نيام». وهذه بشارة لمن يُحسن القول ويدعو للخير.
أيها السادة، علينا أن نتذكر دائمًا قول الله تعالى: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}، حيث إن القول الحسن هو طاعة لأمر الله، وسبيل لنزع فتيل الأزمات والخلافات. فكم من كلمة طيبة أزالت الألم وساندت المظلوم وفتحت أبواب الأمل!
فلنجعل كل كلماتنا تحمل طعم الذوق والجمال، ونتجنب الفحش والسَبّ والشتائم. فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيب الناس كلامًا، وكلماته كانت كأنفاس الزهر في فجر الربيع.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
فما أجمل أن نُطيب القلوب والنفوس بكلمة حسنة، كما فعل رسول الله مع أبي قحافة حين أتى به ابنه أبو بكر رضي الله عنه ليُسلم بين يديه.
فلنجعل شعارنا دائمًا {وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}. انشروا الحب بين أهلكم وأحبائكم، وكونوا دعاة للود والإخاء بكلماتكم الطيبة. شيدوا قلاع المحبة، وكونوا ورثة للأخلاق النبوية، فالكلمة الطيبة هي من أعظم الأمانات التي علينا الحفاظ عليها.