التيار التقدمي في مواجهة أيباك.. 24 مليون دولار تثير العاصفة بعد خسارة كوري بوش
ارتفعت وتيرة الغضب بين أعضاء التيار التقدمي في الحزب الديمقراطي تجاه لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، بعد هزيمة النائبة كوري بوش في الانتخابات التمهيدية لولاية ميسوري.
جاءت هذه الهزيمة عقب استثمار اللجنة مبلغاً ضخماً بلغ حوالي 24 مليون دولار لدعم منافس بوش، ويسلي بيل، الذي فاز بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية.
واستثمرت أيباك هذا المبلغ الكبير في سبيل تحقيق هدفها بإقصاء بوش وبومان، اللذين يُعتبران من أبرز أعضاء مجلس النواب من أصل أفريقي في التيار اليساري. وفي تعليقه على خسارة بوش، قال أحد المنظمين التقدميين الداعمين لإعادة انتخاب بوش وبومان، إن بوش كانت "مناضلة من أجل الناس العاديين" واعتبر أن المنطقة الآن لديها مرشح ديمقراطي "يعتمد ولاؤه على مصالح المال الكبيرة".
من جانبها، احتفلت أيباك بخسارة بوش، مشيرة إلى أن هذا الإنجاز يعتبر خطوة أساسية في حماية تحالف الولايات المتحدة مع إسرائيل. وفي تصريحات لموقع "ذا هيل"، قال مارشال ويتمان، المتحدث باسم اللجنة، إن "المعيار الوحيد لدينا لدعم المرشحين أو معارضتهم هو موقفهم من العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل". وأكد ويتمان أن الناخبين في أنحاء متفرقة من الولايات المتحدة يفضلون المرشحين الذين يدعمون العلاقة الحيوية بين البلدين.
لكن التيار التقدمي يعارض بشدة هذا الرأي، ويشعر بالغضب إزاء تأثير أيباك المتزايد وقدرتها على التأثير على الانتخابات. ويعتبر التقدميون أن إصلاح نظام تمويل الحملات هو الحل الأساسي لمواجهة قوة أيباك. ويدعو حسن مارتيني، الذي يدير مجموعة تقدمية لتدريب المرشحين، إلى ضرورة إصلاح تمويل الحملات لتعزيز الشفافية وتقليل تأثير المال الكبير في السياسة.
وعلى الرغم من الجهود التي بذلها السيناتور بيرني ساندرز في 2016 لإصلاح تمويل الحملات، لم تحقق هذه الجهود تغييرات كبيرة حتى الآن. وفي أعقاب هزيمة بوش، عبر ساندرز عن انتقاده لأموال أيباك قائلاً: "كان على أيباك أن تنفق 8.5 مليون دولار للفوز بـ51٪ من الأصوات لهزيمة كوري بوش. إن شراء الانتخابات من قبل المليارديرات ليس ما يفترض أن تكون عليه هذه البلاد".
ويتوقع البعض في التيار التقدمي أن الأوضاع قد تتفاقم قبل أن تتحسن، مما يعني مواجهة مزيد من الهزائم. وعلق الإعلامي المستقل تيم بلاك قائلاً إنه لم ير استراتيجية فعالة لمكافحة تأثير أيباك. كما أشار أحد التقدميين إلى أن هناك غضباً متزايداً تجاه السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل، وقد تشهد البلاد احتجاجات ضخمة إذا استمرت هذه السياسات.
في أعقاب الهزيمة، عبرت بوش عن غضبها من أيباك ووجهت تهديداً للجنة، ما أثار انتقادات من الديمقراطيين المعتدلين، مثل المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير، التي اعتبرت تصريحات بوش "مثيرة للانقسام وغير مفيدة".