هاريس تحت الأضواء.. صراعات داخلية تهدد حملتها الرئاسية
رغم أن نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس تتصدر استطلاعات الرأي، فإن حملتها الانتخابية تواجه تحديات داخلية كبيرة.
هاريس، التي تسعى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية، تعاني من توترات داخل فريقها الانتخابي. فقد تولى مجموعة من كبار الاستراتيجيين إدارة الحملة، وكان هؤلاء الأشخاص قد تم تعيينهم خلال فترة ترشح الرئيس جو بايدن، وفقاً لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية.
مساعدو هاريس يعبرون عن استيائهم من استمرار وجود بعض مساعدي بايدن الذين يُعتقد أنهم لا يقدرون نائب الرئيس.
ووفقاً لـ "بوليتيكو"، فإن الخلافات بين الجانبين تعود إلى عملية تغيير غير مسبوقة في حملة المرشح الديمقراطي قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات. هذه العملية تتطلب دمج فريقين سياسيين واختيار مرشح لمنصب نائب الرئيس، بينما يتم خوض معركة ضد الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب.
في مكالمة هاتفية، أعربت جين أومالي ديلون، المسؤولة السابقة في البيت الأبيض ورئيسة حملة بايدن، لهاريس عن حاجتها لضمانات معينة بأن بعض الأعضاء الجدد في الحملة، مثل ديفيد بلوف، مدير حملة باراك أوباما السابق، لن يقللوا من سلطتها في اتخاذ القرارات داخل الحملة.
الضغط لضم بلوف جاء بعد أن سعى مستشارو هاريس لوجوده في الحملة كمستشار.
يصف مساعدو هاريس بلوف بـ "المستشار الأول للمسار إلى 270"، في إشارة إلى الأصوات اللازمة للفوز في الانتخابات.
ويشير المصدر إلى أن مديرة الحملة، جولي شافيز رودريغيز، التي شغلت مناصب بارزة في البيت الأبيض، تُركت بمهمة جديدة للتركيز على ولايات حزام الشمس في الغرب الأمريكي والناخبين اللاتينيين، وذلك نظراً لزيادة قدرة هاريس التنافسية في تلك الولايات وخبرتها العميقة هناك. هذا التغيير اعتبره البعض تقليلاً من شأنها.
ومع ذلك، رفض أحد كبار المسؤولين في حملة هاريس هذه التوصيفات، مؤكداً أن المهام الجديدة لشافيز رودريغيز أضيفت إلى وظيفتها الحالية، وأن كبار المستشارين الجدد، بما في ذلك بلوف، لديهم مهام محددة تتضمن التعاون مع أومالي ديلون وآخرين لتنفيذ استراتيجية الحملة على مستوى الولاية.
من بين الأسماء الجديدة في الحملة أيضاً ستيفاني كاتر كمستشارة أولى للرسائل والاستراتيجية، وميتش ستيوارت كمستشار أول للولايات المتأرجحة، وجين بالميري كمستشارة لأهل هاريس دوج إيمهوف.
في مقابلة، قالت أومالي ديلون إن التغييرات الكبيرة في فريق الحملة تستدعي بعض الوقت للتنظيم، لكنها أكدت أن الحملة أظهرت دعماً قوياً وتعاوناً حقيقياً مع نائب الرئيس.
ورغم الاحتفاظ بنفوذها، شهدت الحملة تغييرات في وظائف بعض موظفي بايدن، مما أدى إلى ظهور دلائل على الانقسامات المبكرة بين الفريقين.
تأتي هذه التطورات في وقت تحتاج فيه الحملة، التي كانت تعمل وفقاً لتوجيهات بايدن، إلى التكيف مع قيادة هاريس الجديدة، مما أدى إلى ظهور فصائل داخلية بين مؤيدي بايدن ومؤيدي هاريس، خاصة مع وجود بعض الانتقادات الموجهة إلى كبير الاستراتيجيين الرقميين روب فلاهيرتي.