صدام الهويات.. تأثير أزمة العرق في الصراع الانتخابي بين ترامب وهاريس
منذ أن أثار مرشح الجمهوريين للرئاسة دونالد ترمب جدلاً واسعاً بتشكيكه في الهوية العرقية لكامالا هاريس، زاعماً أنها "فخورة بتراثها الهندي وليست أميركية أفريقية كما تدعي"، بدأت النقاشات تدور حول تأثير هذه التصريحات على دعم أصحاب البشرة السمراء لها. فقد برزت التساؤلات حول ما إذا كانت هذه التصريحات ستقلل من دعم الناخبين السود لها أم ستؤثر سلباً على استراتيجية حملة ترمب في جذب هؤلاء الناخبين، خاصة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق وانتقال الدعم إلى هاريس التي بدأت تستقطب دعم الديمقراطيين بسرعة، متفوقة على ترمب في جمع التبرعات وملامسة أو تجاوز نسبة تأييده في استطلاعات الرأي.
في ضوء هذه الأحداث، شنت حملة ترمب هجوماً على هاريس، مدعية أنها تبالغ في تقديم تراثها الهندي وبدأت مؤخراً فقط بالاعتراف بجانبها الأفريقي. هذا الهجوم شمل تصريحات من ترمب على منصته "سوشيال تروث" وجمعه الانتخابي، حيث أشار إلى هاريس كأول عضوة في مجلس الشيوخ من أصل هندي، في محاولة لتقويض مصداقيتها بين الناخبين.
وفي هذا السياق، اعتبر بعض الخبراء أن التركيز على قضايا العرق قد يكون وسيلة لجذب الانتباه، رغم أن القضايا الاقتصادية قد تكون أكثر أهمية في هذه الانتخابات. وأكدت ناتالي ماسوكا، أستاذة العلوم السياسية في جامعة كاليفورنيا، أن اهتمام الإعلام بتراث هاريس الهندي قد يصرف الانتباه عن القضايا الأخرى المهمة.
إضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن الأميركيين الآسيويين، رغم كونهم مجموعة أصغر، يمثلون أسرع نسبة نمو في عدد الناخبين. وقد أظهرت الدراسات أن هذه المجموعة تتمتع بأعلى معدلات إقبال على التصويت، مما يجعلها فئة مستهدفة في الحملات الانتخابية.
رغم هجمات ترمب، لم ترد هاريس بشكل مباشر على مسألة عرقها، وفضلت أن تركز على قضايا أخرى في حملتها. في الوقت ذاته، اعتبر البعض أن إثارة قضية العرق قد تؤدي إلى زيادة التأييد لها من قبل الناخبين، بينما يرى آخرون أن التركيز على العرق قد لا يكون كافياً لكسب أصوات الناخبين.
ويشير الوضع الحالي إلى تغير في كيفية معالجة قضايا العرق في الانتخابات، خاصة مع التحولات السريعة في المشهد السياسي الأمريكي، والذي ويبدو أن الناخبين، بما فيهم الناخبون السود، يتطلعون إلى تقييم المرشحين بناءً على شخصياتهم وسياساتهم بدلاً من مجرد التركيز على تاريخهم العرقي.