اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تصعيد إسرائيلي يحصد أرواح العائلات ويدمر البنية التحتية في غزة وطولكرم.. وأوامر إخلاء جديدة تنذر بموجة تهجير قسري

غزة
غزة

في تطور خطير ضمن مسار الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في قطاع غزة، قُتل عشرة أفراد من عائلة فلسطينية واحدة، بينهم سبعة أطفال، فجر الجمعة، نتيجة غارة جوية إسرائيلية استهدفت منزل عائلة "الفرا" في حي المحطة بمدينة خان يونس جنوب القطاع، بحسب ما أكده الدفاع المدني الفلسطيني.
يأتي هذا الهجوم الدموي بعد أقل من شهر على إنهاء وقف إطلاق النار، حين استأنفت إسرائيل هجماتها الجوية المكثفة في 18 مارس، مخلفة منذ ذلك الحين ما يزيد عن 1522 شهيدًا و3834 جريحًا، غالبيتهم من النساء والأطفال، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الطبية وتفاقم الأوضاع الإنسانية، مع استمرار الحصار وإغلاق المعابر.

أوامر إخلاء جماعي تنذر بتهجير قسري

وفي مؤشر على نية الاحتلال توسيع عملياته العسكرية داخل غزة، أصدرت القوات الإسرائيلية، الجمعة، أوامر إخلاء جديدة لسكان أحياء الزيتون والتفاح والشجاعية شرق مدينة غزة، مطالبة السكان بالنزوح فورًا إلى غرب المدينة، في ما يبدو أنه تمهيد لهجوم بري أو قصف مكثف مرتقب.
هذا النمط المتكرر من الإخلاءات القسرية يُفسَّر على نطاق واسع بأنه تهجير ممنهج للفلسطينيين، يعيد إلى الأذهان نكبة عام 1948، ويطرح تساؤلات قانونية وأخلاقية حول شرعية تلك الإجراءات في ظل صمت دولي متواصل.

طولكرم تحت النار.. حملة عسكرية ممتدة وتدمير منهجي

في الضفة الغربية، وتحديدًا مدينة طولكرم ومخيماتها، يتواصل العدوان الإسرائيلي للشهر الثالث على التوالي، حيث دخلت الحملة يومها الـ75 في المدينة، والـ62 على مخيم نور شمس، وسط عمليات اقتحام ومداهمات واعتقالات ودمار واسع للبنية التحتية.
فجر الجمعة، داهمت قوات الاحتلال عدداً من منازل المواطنين في ضواحي المدينة، واعتقلت أربعة شبان بينهم معتقلون سابقون، في وقت واصلت فيه القوات تجريف الطرق وتخريب أعمدة الإنارة، كما حدث في ميدان الشهيد ثابت ثابت، ما تسبب بعرقلة الحركة وترويع السكان.
وتُستخدم المنازل السكنية بشكل ممنهج كمواقع عسكرية، حيث استولت القوات على عدد منها في شارع نابلس والحي الشمالي، وأغلقت الشوارع بالسواتر الترابية، ما أدى إلى عزل السكان عن محيطهم وفرض حالة حصار داخلي خانق.


أرقام صادمة.. دمار ونزوح ومعاناة

13 شهيدًا في طولكرم، بينهم طفل وامرأتان (إحداهما حامل).


نزوح قسري لأكثر من 4000 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس.


396 منزلًا دُمر كليًا و2573 آخرين تضرروا جزئيًا.


تدمير وإحراق ونهب عشرات المحال التجارية والمركبات.


البنية التحتية تضررت بشكل واسع مع إغلاق الأزقة والمداخل.


وتشير هذه الأرقام إلى أن الاحتلال لا يكتفي بسياسة العقاب الجماعي، بل يسعى لتفريغ مناطق سكنية بأكملها من سكانها، ضمن سياسة متصاعدة تهدف لإحداث تغيير ديمغرافي وخلق واقع ميداني جديد على الأرض.

في غزة، الموت يأتي من السماء دون سابق إنذار، وفي طولكرم، يتسلل مع كل مداهمة ليلية. المشهد الفلسطيني يتسم اليوم بحصار مزدوج: العدوان العسكري المباشر، والحصار السياسي والدبلوماسي الدولي، حيث تستمر إسرائيل في ممارساتها دون رادع، فيما يكتفي المجتمع الدولي بالإدانات اللفظية والقلق المعتاد.
إن تكرار أوامر الإخلاء، وتوسّع رقعة العدوان، وتدمير البنية التحتية والمنازل، كلها تشير إلى مرحلة جديدة من الحرب تسعى فيها إسرائيل إلى فرض واقع سياسي جديد بالقوة، مستغلة انشغال العالم بصراعات أخرى.

موضوعات متعلقة