اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

في ختام ” مستقبل التراث.. رؤى وتحديات”: الحفاظ على التراث يعزز الانتماء اتجاه الوطن

جانب من المؤتمر
جانب من المؤتمر

في إطار الاحتفال باليوم العالمي للتراث، والذي يوافق يوم ١٨ ابريل من كل عام، اقامت جامعة بنها النسخة الثانية لمؤتمرها تحت عنوان: " مستقبل التراث.. رؤى وتحديات" بمركز الابداع الفني بقبة الغوري بالتعاون مع قطاع صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة المصرية.

حيث شارك في الجلسة الافتتاحية الأستاذ الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس الجامعة، المعماري حمدي السطوحي مساعد وزير الثقافة ورئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، المهندس محمد ابو سعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، ا.د. جيهان عبد الهادي نائب رئيس الجامعة.. ومقررة المؤتمر الاستاذة الدكتورة زينب فيصل عميد كلية الهندسة بجامعة بنها، والدكتور أحمد هارون رئيس شركة أرك اسبيس المنظمة للمؤتمر .

في البداية قال الأستاذ الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها، إن هذا المؤتمر عقد على هامش الاحتفال بيوم التراث العالمي ، ويهدف المؤتمر الذي يقام لمدة يومين بمشاركة علامات بارزة في مجال العمارة والعمران والحفاظ على التراث الى تبادل الخبرات والافكار من خلال البحث العلمي الذي يحدد المشكلات مع محاولة ايجاد حلول مبتكره لها . كما يعقد على هامش المؤتمر ورشة عمل بشارع المعز للتعرف على مفرداته المعمارية والتراثية الباقية في وجه الزمن لمئات السنين وقادرة على ابهار الجميع بعناصرها التراثية الغنية ، منوها إلى أهمية الحفاظ على التراث وجميع مكوناته كون ذلك يعزز الانتماء لدى الفرد تجاه حضارة بلده مؤكدا أن التاريخ يؤكد على عراقة وحضارة وتراث مصر العظيم ومن هنا علينا الحفاظ عليه والعمل الدائم لتسليط الضوء عليه باستمرار حتى تعرف جميع الأجيال حضارتهم العريقة.

ومن جانبه أكد رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، المهندس محمد ابو سعدة، على أهمية المؤتمر الذي يعيد التفكير في التراث لدراسة سبل صونه والحفاظ عليه وإعادة صياغته بما يحقق استدامته وتحقيق أعلى عائد منه حتى لا يكون مجرد مباني صامته بل كيانات تدب فيها الروح والإبداع.

وولفت رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري إلى دور الجهاز في الحفاظ علي التراث المعماري والعمراني، مضيفاً إلى أهمية وضع خطط تستشرف مستقبل التراث والاستعانة بالابحاث العلمية القابلة للتنفيذ حتى نسبق الزمن بخطوة ونواجه المخاطر والتحديات التي تحيط بتراثنا العريق، وأن نعمل على أن العمارة والعمران التي نقيمها اليوم تكون في المستقبل التراث الذي تفتخر به الأجيال القادمة ، مشدداً على الحفاظ على التراث المادي واللامادي، وذلك من خلال الجهود المتكاتفة لأجهزة الدولة في الحفاظ على التراث ، ولذلك لابد من البحث عن مستقبل التراث والتحديات التي تواجهه والحفاظ على قيمته المتفردة والعمل على استداماتها .

وشارك بالمؤتمر العديد من الشخصيات التي لها إسهامات في الاهتمام و الحفاظ على التراث المادي واللامادي ، ولفيف من المعماريين وأساتذة الجامعات والمهتمين بالتراث ، وطلاب الهندسة المعمارية والتخطيط العمراني.

والجدير بالذكر أن جامعة بنها تحرص في جميع أنشطتها المتعلقة بالتراث أن تبرز أهمية التراث المصري والعربي، مع طرح العديد من الأطروحات التي من شأنها الحفاظ على التراث والهوية المصرية والعربية، كون التراث بكل اشكاله يعد ركيزة أساسية من شأنها العمل على تعزيز الشعور بالانتماء والفخر بالوطن، حيث يساهم في توطيد الروابط الاجتماعية بين الأفراد. كما أن التقاليد تعمل على حفظ تجارب الأجيال السابقة، مما يتيح نقل هذه الخبرات إلى الأجيال القادمة. ومن خلال التمسك بالتراث، نستطيع دعم الوحدة المجتمعية، إذ يجمع أفراد المجتمع تاريخ مشترك وتجارب متشابهة.

كما أن الحفاظ على التراث لاسيما الثقافي يعمل على دعم وتعزيز التنوع والثراء الثقافي على مستوى العالم. وهو أيضًا عامل مهم لدعم السياحة وتعزيز الاقتصاد المحلي، حيث يجذب الزوار ويعزز المهن المرتبطة بالتراث. ومن خلال تعليم التقاليد، نغرس في نفوس أبنائنا قيم الاحترام والتعاون والكرامة، ومن أبرز الوسائل للحفاظ على التراث هو الاحتفاء بالمناسبات الوطنية من خلال تنظيم فعاليات تحتفل بالتراث والتقاليد، والعمل على تعليم الأجيال الجديدة، من خلال نقل التقاليد والحرف اليدوية، مما يضمن استمرارية هذه الفنون، بالإضافة إلى ضرورة حماية المعالم التاريخية، من خلال الاستثمار في صيانة المواقع التراثية وتعزيز الوعي حول أهميتها، وبهذه الوسائل يمكننا الحفاظ على تراثنا الثقافي لضمان استمرارية هويتنا الوطنية للأجيال القادمة.

وسيظل التراث هو الحاضنة التاريخية للشعوب على اختلافها، وهو ما يمنحها هويتها المميزة، كما أنّه مصدر الشعور بالانتماء والأمان بالنسبة للمجتمعات الحديثة، كما أنّ التراث قد يكون الدليل الذي يمكن للإنسان من خلاله تفسير الحاضر وحلّ مشكلاته والتنبؤ بالمستقبل وهو الأمر الذي يعد أساس قيام الحضارات على تنوّعها؛ ومن هنا فإنّ الحفاظ على التراث يُعتبر من أولى الأولويات على الإطلاق، غير أنّ العولمة ونمط الحياة المتسارع صعَّب المهمة بشكل كبير على المهتمين بحفظ تراثهم وتوريثه للأجيال .