اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

معركة مفتوحة بلا تسوية في السودان.. الجيش يتقدم وحميدتي يتوعد بالعودة

الجيش السوداني
الجيش السوداني

تتصاعد حدة المواجهات في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مع استمرار القصف والهجمات بالطائرات المُسيرة، في ظل تغيرات تكتيكية لكلا الطرفين. ففي أحدث فصول النزاع، استهدفت قوات الدعم السريع مدينة عطبرة شمال البلاد، بينما أعلن قائدها، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، عن انسحاب قواته من الخرطوم وأم درمان، متوعدًا بـ"عودة أقوى"، ما يعكس تحولًا في استراتيجية المعارك الدائرة منذ أكثر من عام.
الطائرات المُسيرة في المشهد.. استهداف عطبرة وتصاعد القصف في دارفور
بحسب شهود عيان، تعرضت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل لهجوم بطائرات مُسيرة أطلقته قوات الدعم السريع، لكن الجيش السوداني تصدى للهجوم بالمضادات الأرضية. وفي ظل المخاوف من تصاعد الهجمات، قررت لجنة أمن المدينة حظر إقامة صلاة العيد في الساحات والميادين، وحصرها داخل المساجد. ورغم عدم تسجيل خسائر بشرية حتى الآن، فإن استخدام الطائرات المسيرة يعكس تطور أساليب الدعم السريع في إدارة المواجهات.
في الوقت نفسه، أفادت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أن قوات الدعم السريع كثّفت قصفها على مدينة الفاشر، معقل الجيش الأخير في إقليم دارفور، حيث استهدفت المدينة بأكثر من 45 قذيفة مدفعية، وسط تعهدات من الجيش بفك الحصار عن المدينة قريبًا. وتتمتع الفاشر بأهمية استراتيجية، إذ تقع في ولاية شمال دارفور التي تحد سبع ولايات سودانية، إضافة إلى كونها نقطة تماس مع تشاد وليبيا، ما يجعل السيطرة عليها أمرًا بالغ الأهمية للطرفين.
انسحاب تكتيكي أم إعادة تموضع؟ قراءة في تصريحات حميدتي
في خطاب صوتي مسجل بمناسبة عيد الفطر، أقر حميدتي بمغادرة قواته للعاصمة الخرطوم، معتبرًا أن "إعادة التموضع" قرار استراتيجي تتخذه إدارة العمليات في قواته، وليس نتيجة هزيمة. وأكد أن قواته ستعود للقتال بشكل أقوى، مؤكدًا أن الحرب "لم تنتهِ، بل إنها في بدايتها"، في إشارة إلى استمرار الطموحات العسكرية لقوات الدعم السريع رغم التراجع الميداني الأخير.
تصريحات حميدتي تأتي بعد إعلان الجيش السوداني استعادة السيطرة على مواقع حيوية في الخرطوم، من بينها القصر الجمهوري، الوزارات السيادية، ومطار الخرطوم الدولي، إضافة إلى سوق ليبيا في أم درمان، الذي كان يُستخدم كقاعدة لانطلاق هجمات الدعم السريع.
البرهان يرفع سقف المواجهة.. لا تفاوض ولا مساومة
على الجانب الآخر، شدد رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، على أن "الفظائع" التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تجعل أي تسوية مستحيلة، مؤكدًا أن الجيش لن يتفاوض ولن يغفر أو يساوم، في إشارة إلى إصراره على الحسم العسكري. وألقى البرهان باللوم على الدعم السريع في تأجيج الصراع، لكنه أشار إلى إمكانية منح العفو للمقاتلين الذين يلقون أسلحتهم، خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، في محاولة لاستمالة العناصر الأقل ولاءً لحميدتي.
مستقبل الصراع.. تصعيد عسكري أم مسار سياسي مسدود؟
بينما يواصل الجيش تقدمه في الخرطوم وأم درمان، تُظهر قوات الدعم السريع مرونة تكتيكية من خلال إعادة التموضع واللجوء إلى تكتيكات الطائرات المسيرة والقصف المدفعي المكثف في دارفور. ومع غياب أي بوادر للحوار السياسي، يبدو أن النزاع في السودان يتجه إلى مرحلة أكثر تعقيدًا، حيث يراهن كل طرف على إنهاك الآخر بدلًا من البحث عن حلول دبلوماسية.
فهل ستكون هذه التطورات مقدمة لحسم عسكري فعلي لصالح الجيش، أم أنها مجرد مرحلة جديدة في حرب استنزاف طويلة الأمد؟