عمليات عسكرية مكثفة لجيش الاحتلال الاسرائيلي جنوب لبنان
يستمر التوغل العسكري لجيش الاحتلال الاسرائيلي، داخل عدد من المناطق الحدودية جنوب لبنان، عن طريق تجريف الطرق وإغلاق طرق مؤدية إلى قرى حدودية.
حيث كثف جيش الاحتلال الانتشار بالمعدات العسكرية، عبارة عن دبابتين و جرافة وآلية أمر من أطراف بلدة حولا الغربية، ووصلت إلى مثلث وادي السلوقي "مجدل سلم - شقراء - ميس الجبل"، حيث تمركزت في المكان وقامت بجرف الطرقات وإقامة سواتر ترابية وإغلاق المتفرعات باتجاه القرى الحدودية، إضافة إلى قيام دبابتي "ميركافا" وجرافة إسرائيلية بتجريف طريق وادي السلوقي عند مفرق قبريخا بني حيان جنوبي لبنان، كما توغلت القوات الإسرائيلية في أكثر من 5 مناطق، منها مركبا-طلوسة، وحولا-وادي السلوقي، و مرتفعات كفرشوبا.
وترجع بداية الحرب الإسرائيلية على لبنان، منذ عام 1968، حين شنت اسرائيل هجوما على مطار بيروت الدولي، حيث كان التدخل العسكري الإسرائيلي بحجة ضرب قواعد منظمة التحرير الفلسطينية، وإنشاء منطقة عازلة بعرض 10 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية، وذلك في أعقاب العملية التي نفذتها المناضلة الفلسطينية دلال المغربي، على حافلتين إسرائيليتين قرب تل أبيب مما أسفر عن مقتل 37 إسرائيليا.
كما كانت الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت شرارتها في أبريل 1975 سببا مباشرا في استنزاف طاقات القوى الوطنية اللبنانية، وخلق تحالفات متقلبة بين الأطراف اللبنانية التي تفرقت بشكل أضعف لبنان وجعله بلدا رخوا أمام اجتياح إسرائيلي لأراضيه.
كما ارتفعت وتيرة العمليات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله منذ عملية طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023 على مستوطنات غزة، والتي تلاها عدوان إسرائيلي على غزة، وشهدت جبهة جنوب لبنان تصاعدا في حدة الاشتباكات، وسط تحذيرات دولية من أن إسرائيل ستحوّل أنظارها من غزة إلى لبنان، وعلى وقع تهديدات من مسؤولين إسرائيليين بتوسيع الهجمات على الأراضي اللبنانية ما لم ينسحب مقاتلو الحزب بعيدا عن الحدود، واغتالت إسرائيل القيادي في حزب الله سامي طالب عبد الله يوم 11 يونيو 2024 في بلدة جويّا في جنوب لبنان، كما أدت التدخلات العسكرية المتكررة إلى تقويض السيادة اللبنانية، حيث أصبحت مناطق جنوب لبنان ساحة للصراعات بين إسرائيل وحزب الله، مما أثر على استقرار لبنان ووحدته.
وشجعت التدخلات الإسرائيلية تدخلات خارجية أخرى في لبنان، حيث أصبحت الساحة اللبنانية مركزا للصراعات بالوكالة بين قوى إقليمية ودولية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسوريا وإيران، وأثرت التدخلات العسكرية على السياسات الداخلية في إسرائيل، فلقد أثارت حروب لبنان نقاشات واسعة حول جدوى العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية وتأثيرها على الأمن الداخلي الإسرائيلي.