الرياضة الفلسطينية في عام 2024.. صمود الأبطال رغم هجوم الاحتلال
شهد العام 2024 استمرار الهجمات الوحشية التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الرياضيين الفلسطينيين، ما أدى إلى استشهاد العشرات منهم وتدمير العديد من المنشآت الرياضية. ورغم هذه المآسي، لم تغب النجاحات الرياضية الفلسطينية، حيث أبدع العديد من الأبطال ورفعوا العلم الفلسطيني في المحافل الدولية، محققين نتائج مميزة، بينما ظلت الهيئات الرياضية الدولية في حالة صمت، مما يثير تساؤلات حول التواطؤ الدولي في ظل هذه الانتهاكات.
التضحيات الرياضية: أكثر من 700 شهيد وتدمير المنشآت
لا يزال قطاع الرياضة الفلسطيني يدفع ثمن الصراع المستمر مع الاحتلال، حيث فقدت الرياضة الفلسطينية أكثر من 700 شهيد من مختلف الفئات الرياضية. شهدت هذه الفترة استهدافا مباشرا للرياضيين في جميع الألعاب، سواء في كرة القدم أو الطائرة أو السلة، بالإضافة إلى الألعاب الفردية. كما تعرض العديد من اللاعبين إلى إصابات بليغة، أدت إلى بتر أطرافهم، مما يهدد حياتهم المهنية كرياضيين.
وتوزع هؤلاء الشهداء بين الضفة الغربية وقطاع غزة، إلى جانب العشرات من المعتقلين. ورغم أن القانون الدولي يحمي المنشآت الرياضية، إلا أن جيش الاحتلال استهدف ما لا يقل عن 286 منشأة رياضية، بعضها دُمر كليا أو جزئيا، وتم تحويل العديد منها إلى مراكز اعتقال وتعذيب.
الرياضة الفلسطينية في المواجهات الدولية: أبطال يحققون نتائج تاريخية
ورغم الخراب، لا يزال الأبطال الفلسطينيون في العديد من الألعاب الرياضية يحققون نجاحات مذهلة. منتخب كرة القدم "الفدائي" تأهل إلى الدور الثاني من بطولة أمم آسيا لأول مرة في تاريخه، بعد انتصار ساحق على هونغ كونغ وتعادل مع الإمارات.
كما سجل منتخب فلسطين لكرة القدم تأهله إلى الدور الثالث من التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2026، حيث خاض العديد من المباريات الصعبة في ظروف قاسية، حيث لم تُتح له فرصة اللعب على أرضه.
على صعيد الألعاب الفردية، أحرزت مريم بشارات، نجمة الكاراتيه الفلسطينية، عدة ألقاب مرموقة، منها ذهبية بطولة العالم، كما تألق نجم التايكواندو الفلسطيني، عمر حنتولي، بعد تأهله إلى الدور الثاني في أولمبياد باريس 2024، ليكون أول فلسطيني يبلغ هذا الدور في هذا الحدث الدولي الكبير.
الرياضيون الفلسطينيون في الساحة الدولية: نتائج مبهرة وسط الحروب
بجانب بشارات وحنتولي، تمكن عدد من الرياضيين الفلسطينيين في مختلف الألعاب من إبراز قدرتهم على التنافس مع نخبة اللاعبين العالميين. في الشطرنج، تألقت إيمان صوان بعد حصولها على ذهبية بطولة العرب، بينما حقق لاعب الفنون القتالية بلال محمد لقب بطل العالم في فنون القتال المختلطة (UFC304).
كما تمكن أمير العملة من الفوز بذهبية بطولة العالم في المواي تاي، محققًا انتصارات متتالية على أبطال عالميين. وحقق منتخب فلسطين للكيك بوكسينغ نتائج مميزة في البطولات الدولية، حيث أحرز 12 ميدالية ملونة في كأس العالم وبطولة البحر الأبيض المتوسط.
تحديات محلية مستمرة رغم الإنجازات الدولية
على المستوى المحلي، ظل العديد من الأنشطة الرياضية متوقفًا بسبب العدوان المستمر، لا سيما البطولات المحلية في كرة القدم وكرة السلة والعديد من الألعاب الجماعية الأخرى. ومع ذلك، استمرت بعض الأنشطة الفردية في المنافسة الدولية، ما ساعد على تعزيز حضور فلسطين في الساحة الرياضية العالمية.
الرياضة الفلسطينية: الدعوة لمزيد من الدعم الدولي
إن تواصل انتهاكات الاحتلال بحق الرياضة الفلسطينية يسلط الضوء على الحاجة الماسة لتحرك جاد من الهيئات الرياضية العالمية، مثل اللجنة الأولمبية الدولية والفيفا، من أجل إدانة هذه الجرائم والضغط على الاحتلال لوقف استهداف الرياضيين والمنشآت الرياضية. في ظل هذا الوضع، تزداد المطالبات بضرورة أن يكون للهيئات الرياضية الدولية دور فعال في حماية الحقوق الرياضية الفلسطينية، التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية والوطنية للشعب الفلسطيني.
تواصل الرياضة الفلسطينية مسيرتها المليئة بالتحديات، لكنها تظل رمزًا من رموز الصمود والتحدي ضد الاحتلال، محققة إنجازات على الصعيدين العربي والدولي، رغم كل الصعاب.