مفاوضات غزة.. مسار مسدود وآمال متلاشية قبيل نهاية ولاية بايدن
مع بداية العام الجديد 2025، تزايدت التوقعات بأن آمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد تتبدد، حيث ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة "حماس" قد وصلت إلى طريق مسدود. وأكدت الصحيفة أن المحادثات لم تشهد أي تقدم يذكر، مع تمسك كل طرف بموقفه، ما يجعل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية فترة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 20 يناير الجاري أمرًا غير مرجح.
خلافات حول التفاصيل الأساسية للاتفاق
وكشفت الصحيفة أن الخلافات بين الطرفين تركزت على مسائل جوهرية مثل التزام إسرائيل بهدنة دائمة، وهو ما ترفضه إسرائيل منذ فترة طويلة. وصرحت مصادر عربية أن حركة حماس تمسكت بموقفها فيما يتعلق بهذا الشرط، فيما استمرت إسرائيل في رفض إطلاق بعض المعتقلين الذين طالبت حماس بإطلاق سراحهم، مؤكدة أنها ستقبل فقط الرهائن الأحياء في أي صفقة تبادل.
وفي الوقت ذاته، أفادت التقارير بأن حركة حماس رفضت إطلاق 12 من الرهائن الإسرائيليين الذين طالبت إسرائيل بالإفراج عنهم، وبدلاً من ذلك قدمت عرضًا لإطلاق سراح 22 رهينة على قيد الحياة وتسليم 12 جثة. وكان محور المفاوضات يتلخص في وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا مقابل إطلاق سراح الرهائن بشروط محددة.
التهديدات الأمريكية واحتمالات التوصل إلى اتفاق
في سياق متصل، أكد مسؤولون أمريكيون أن الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن عدد الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم لا تزال غير قابلة للتقليص، ما يعقد التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي. ووفقًا للصحيفة، يُتوقع ألا يتم إنجاز الاتفاق قبل دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير.
وكان ترامب قد وجه تهديدات لحركة حماس، محذرًا من أن عليها الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في أسرع وقت، مشيرًا إلى "ضربة تاريخية" و"ثمن باهظ" إذا لم تمتثل لهذه المطالب قبل توليه السلطة. تصريحات ترامب كانت بمثابة تحذير للحركة التي تحتجز نحو 100 إسرائيلي في قطاع غزة، في وقت يتعرض فيه القطاع لدمار واسع جراء الحرب المستمرة منذ أكتوبر 2023.
تصعيد عسكري مع بداية العام الجديد
فيما يخص التصعيد العسكري، بدأت حركة حماس العام الجديد بتوجيه ضربة صاروخية إلى مستوطنات غلاف غزة، وذلك في وقت تشهد فيه وتيرة الهجمات تزايدًا بعد فترة من التراجع. ورغم أن الدفاعات الجوية الإسرائيلية تمكنت من إسقاط الصاروخ، إلا أن التصعيد العسكري يبقى أحد أبرز ملامح الوضع في غزة، مما يزيد من تعقيد جهود التوصل إلى هدنة دائمة.
وبذلك، يظل الوضع في غزة في حالة من الجمود، مع استمرار المفاوضات التي يبدو أنها وصلت إلى مرحلة حرجة، وسط تهديدات متزايدة من الجانبين وأزمة إنسانية مستمرة في القطاع.