إيلون ماسك وترامب.. شراكة استراتيجية ودور جديد في السلطة الأمريكية
يستمر إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، في لعب دور مؤثر في دعم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، حيث يمثل أحد أهم المانحين والحلفاء البارزين له. علاوة على ذلك، أصبح ماسك شخصية محورية في الحملة الانتخابية لترامب، حيث أسهم بشكل كبير في دعم الانتخابات من خلال التبرعات والمشاركة في اختيار موظفي الإدارة الجديدة.
منذ يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اختار ماسك الإقامة في أحد الأكواخ التابعة لترامب في منتجع "مار إيه لاغو" بفلوريدا، بتكلفة تصل إلى 2000 دولار في الليلة، وهو ما منحه سهولة الوصول إلى ترامب والمشاركة بشكل مباشر في أنشطته المختلفة.
ووفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز"، ساعدت الإقامة في الكوخ، المعروف باسم "بانيان"، في تسهيل تواصل ماسك مع الرئيس المنتخب، حيث كان بإمكانه الانضمام بسهولة إلى الاجتماعات والفعاليات الخاصة، بما في ذلك العشاء الأخير مع جيف بيزوس، مؤسس أمازون. كما حضر ماسك العديد من اجتماعات الموظفين في مقهى "مار إيه لاغو"، وشارك في مكالمات هاتفية مع قادة دوليين، وقضى ساعات طويلة مع ترامب في مكتبه، مما يعكس العلاقة الوثيقة بين الرجلين.
يعتبر ماسك، الذي أنفق أكثر من ربع مليار دولار لدعم حملة ترامب، شخصية أساسية في عملية انتقال السلطة من إدارة بايدن إلى إدارة ترامب. كما شارك موظفو ماسك في فحص المرشحين للوظائف الإدارية العليا في حكومة ترامب وأجروا مقابلات مع هؤلاء المرشحين في مقر انتقال السلطة في "ويست بالم بيتش".
وحتى في هذا السياق، يظهر ماسك كأحد الشخصيات المقربة من ترامب في منتجعه، حيث تردد أن شخصيات أخرى مثل جيه دي فانس، نائب ترامب، قد أقاموا في الأكواخ ذاتها. غير أن ماسك كان الأبرز في تواجده المستمر في مار إيه لاغو، حيث أصبح جزءًا من الدائرة المقربة للرئيس المنتخب. كما أشار تقرير إلى أن ترامب كان يفتخر بوجود ماسك في ممتلكاته الخاصة، معتبرًا أن إقامته فيها تعكس أهمية العلاقة بينهما.
وبينما يظل غير واضح مقدار المال الذي سيدفعه ماسك في النهاية مقابل إقامته في الكوخ، فإن الوضع في "مار إيه لاغو" يختلف عن الإقامات الأخرى التي تكون في المنازل الخاصة للأصدقاء، حيث إن "مار إيه لاغو" هو مؤسسة ربحية مملوكة لترامب.
في رسالة عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشيال"، بدا أن ترامب يوجه رسالة إلى ماسك، حيث قال: "أين أنت؟ متى ستأتي إلى مركز ترامب؟ طلب بيل غيتس الحضور الليلة.. نحن نفتقدك.. ستكون ليلة رأس السنة الجديدة مذهلة!". هذا يظهر استمرار العلاقة الوثيقة بينهما وتوجيه الدعوات لمشاركة لحظات اجتماعية وسياسية.
فيما يتعلق بتأثير ماسك على انتقال السلطة، يبدو أن هناك بعض التحديات التي قد تظهر عندما يتسلم ترامب منصبه رسميًا في 20 يناير/كانون الثاني. مع انتقاله إلى البيت الأبيض، ستكون الحركة بينه وبين ماسك أكثر تعقيدًا من التواصل في مار إيه لاغو. إلا أن تأثير ماسك على فريق ترامب وعلى انتقال السلطة يعد من العوامل الهامة التي ستواصل تشكيل العلاقة بين الرجلين في المرحلة القادمة.
منذ بداية ترشيح ترامب للرئاسة في 2016، أصبح منتجع "مار إيه لاغو" نقطة جذب للمسؤولين والمقربين ممن يسعون إلى بناء علاقات مع الرئيس الأمريكي. وقد ساهم ذلك في زيادة رسوم العضوية الأولية في المنتجع إلى مليون دولار، مما يعكس أهمية هذا المكان في السياسة الأمريكية الحديثة.