اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة

ترامب يتأهب لمعركة مع المحكمة الجنائية الدولية بعد مذكرات اعتقال نتنياهو

الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب
الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب

يستعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، رغم أنه لم يتولَّ منصبه بعد حتى 20 يناير 2025، لتنفيذ خطة عقوبات ضد المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وذلك بعد أن أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.

ووفقًا لما نقله موقع "مكان" الإسرائيلي عن تقارير أمريكية وتصريحات لمسؤولين في برنامج "هذا الصباح" على شبكة "بي"، فإن ترامب وفريقه يعدون خطوات صارمة تتضمن فرض عقوبات شخصية على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بالإضافة إلى القضاة الذين كانوا مسؤولين عن إصدار مذكرات الاعتقال. وتشير التقارير إلى أن العقوبات قد تشمل أيضًا أفراد عائلات هؤلاء المسؤولين، في خطوة غير مسبوقة قد تعكس تصعيدًا ملحوظًا ضد المحكمة.

في هذا السياق، أكد مارك وول، مستشار الأمن القومي المعين للرئيس الأمريكي المنتخب، في تصريحات له، أن "إجراءات ضد المحكمة ستبدأ في يناير المقبل". يشار إلى أن الولايات المتحدة ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، وكانت قد اتخذت مواقف حادة ضد المحكمة في قضايا سابقة تتعلق بملاحقة مسؤولين أمريكيين أو حلفاء واشنطن.

إجماع سياسي أمريكي على التصعيد ضد المحكمة

تظهر ردود الفعل من السياسيين الأمريكيين أن الغضب من قرار المحكمة الجنائية الدولية لا يقتصر على ترامب والجمهوريين فقط، بل يشمل أيضًا المشرعين الديمقراطيين الذين أبدوا إجماعًا على ضرورة معاقبة المحكمة. وأعرب الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن عن معارضته الشديدة لقرار المحكمة، مشيرًا إلى أن هذا القرار "فاضح" وأنه لا يمكن المقارنة بين إسرائيل وحماس، مؤكدًا أن الولايات المتحدة ستظل دائمًا تقف إلى جانب إسرائيل.

ما هي الخطوات المقبلة؟

في ظل الإجماع السياسي الأمريكي، أصبح السؤال المطروح الآن ليس ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتخذ إجراءات ضد المحكمة الجنائية الدولية، بل ما هي نوعية هذه الإجراءات. الخيارات المطروحة تشمل فرض عقوبات اقتصادية وسياسية على المحكمة، بالإضافة إلى عقوبات شخصية ضد القضاة والمدعي العام الذين ساهموا في إصدار هذه المذكرات. ويُنظر إلى هذا التحرك من واشنطن كرسالة واضحة ضد ما تعتبره تجاوزًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية في التعامل مع حلفاء الولايات المتحدة.

مع اقتراب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، تتصاعد التوترات الدولية في هذا السياق، حيث من المتوقع أن يشهد العالم مزيدًا من التحديات التي ستواجه المحكمة الجنائية الدولية. هذا الوضع يضع المحكمة أمام ضغوط غير مسبوقة ويزيد من تعقيد المعادلة الدولية المتعلقة بالعدالة الجنائية العالمية، خصوصًا في ظل تطورات المواقف بين الولايات المتحدة وحلفائها.