اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

تفجير مباني جنين.. إسرائيل تستخدم أسلوب تدمير غزة في الضفة الغربية

الاحتلال
الاحتلال

قال محللون إسرائيليون وفلسطينيون، إن نهج سلطات الإحتلال الصهيوني، في الضفة الغربية، أصبح أكثر تشدداً ويشبه الأسلوب العسكري في غزة، مع تحول مخيم جنين، إلى خط مواجهة جديد بعد الحرب في القطاع، وفقاً لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وتصاعد العنف في الضفة الغربية، خصوصاً في جنين، منذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي. حيث دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، حوالي 20 مبنى في سلسلة من التفجيرات. وشبّه مراقبون هذه العمليات بأسلوب عسكري مشابه لذلك المستخدم في غزة، مما قد يعيد تشكيل الضفة جغرافياً وسياسياً. ويخشى السكان من تكرار سيناريو غزة، من دمار وتشريد للمدنيين وزيادة الفوضى.

يرى بعض المسؤولين الفلسطينيين، أن توقيت الهجوم الإسرائيلي على جنين مرتبط بالمجريات السياسية، حيث أعقب اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي سمح لحركة "حماس" بالظهور في القطاع، مما أثار الغضب والإحباط لدى مؤيدي ومسؤولي الحكومة الإسرائيلية اليمينية.

ووصف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحليفه وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الحملة المتصاعدة في الضفة الغربية بأنها "امتداد للحرب".

يذكر أن السياسي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، أكد في وقت سابق أن إسرائيل تنقل الحرب إلى الضفة الغربية، موضحا أن القوات الإسرائيلية توسع بالفعل عملياتها إلى مناطق أخرى من الأراضي الفلسطينية.

كما قال مصدر مسئول في السلطة الفلسطينية، إن العملية الإسرائيلية في جنين "تأتي في إطار مساعٍ أوسع لإضعاف السلطة الفلسطينية"، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي قاطع عملية كانت تنفذها قوات الأمن الفلسطينية في جنين، متهماً إسرائيل بـ"عدم التنسيق معهم في تحركاتها العسكرية".

ويؤكد هذه الاتهامات تصريحات مايكل ميلشتاين، الرئيس السابق لقسم الشؤون الفلسطينية في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إذ قال إن هذا النهج يشبه التكتيكات العسكرية التي استخدمتها إسرائيل في غزة، ولكن على نطاق أصغر.

كما أضاف إنهم يحاولون تقسيم المخيم إلى عدة أجزاء، وهو أسلوب مشابه لما حدث في شمال غزة، لكن كما هو الحال في غزة، لا يبدو واضحاً ما إذا كانت لدى إسرائيل خطة واضحة لفرض الاستقرار بعد انتهاء العمليات العسكرية.

تدمير مخيم جنين

وكانت الحكومة الإسرائيلية، وسّعت الشهر الماضي أهدافها الرسمية في حرب غزة لتشمل الضفة الغربية، متعهدة بالقضاء على الجماعات المسلحة، بدءاً من جنين.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، خلال زيارته للمخيم برفقة قادة الجيش: "لن يعود مخيم جنين إلى ما كان عليه".

وأضاف: "بعد العملية العسكرية الحالية، التي بدأت بضربات جوية ثم توغل بري قبل أسبوعين، تبقى القوات الإسرائيلية في المخيم لضمان عدم عودة الإرهاب".

وتسببت الاشتباكات في دمار واسع للمنازل المكتظة داخل المخيم، ما دفع العديد من العائلات إلى الفرار، بينما لا يزال البعض الآخر متمسكاً بالبقاء، وفق شهادات سكان محليين.
وزادت المعارك في جنين مع إضعاف السلطة الفلسطينية، التي تحكم أجزاء من الضفة الغربية بموجب اتفاقات وقعتها مع إسرائيل في تسعينيات القرن الماضي، إذ تواجه السلطة الفلسطينية تراجعاً كبيراً في شعبيتها.
ويعد مخيم جنين، الذي أُقيم بعد النكبة في 1948، ويتكون من شبكة معقدة من المباني الأسمنتية والكتل الخرسانية، أحد مراكز المقاومة الفلسطينية المسلحة منذ عام 1967.