حرب الإبادة في السجون الإسرائيلية.. نداءات فلسطينية لإنقاذ الأسرى من التعذيب والقتل الممنهج

قال قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن إسرائيل تشن حرباً على المعتقلين والمعتقلات الفلسطينيين منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة، واصفًا ذلك بالقرار الذي تشارك فيه كافة مؤسسات دولة الاحتلال السياسية والعسكرية. وقال في مؤتمر صحفي بمناسبة الاعتصام الأسبوعي لإسناد المعتقلين في سجون الاحتلال في مركز البيرة الثقافي بمدينة البيرة، إن عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بداية الحرب بلغ 54 شهيدًا، بينهم خمسة شهداء خلال 24 ساعة فقط. وأضاف أنه تم إخفاء بعض المعتقلين الذين استُشهدوا، مؤكداً أن التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي والتجويع قد أسهموا بشكل كبير في استشهاد المعتقلين.

وأشار فارس إلى أن هناك تزايدًا في أعداد الشهداء داخل السجون نتيجة الاستمرار في جرائم التعذيب و الإهمال الطبي، مشيرًا إلى أن الوضع في سجون غزة أكثر وحشية وعنفًا. ودعا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى اتخاذ إجراءات عملية للضغط على الحكومة الإسرائيلية، مشددًا على ضرورة أن تتشكل حركة شعبية واسعة لوقف ما وصفه بـ"حرب الإبادة" و الجرائم التي ترتكب بحق المعتقلين الفلسطينيين.

من جانبه، قال واسل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن عدد المعتقلين الشهداء منذ بداية أكتوبر 2023 وصل إلى 54 شهيدًا، مشيراً إلى أن العديد من المعتقلين قد استُشهدوا بسبب التعذيب أو الإهمال الطبي المتعمد. كما أشار إلى أن دولة الاحتلال تقوم بإرهاب منظم، ويجب تشكيل لجنة تحقيق دولية فورًا لمتابعة جرائم القتل والتنكيل التي تمارس ضد المعتقلين الفلسطينيين.

وأعلن عبد الله الزغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقل أكثر من 25 ألف فلسطيني منذ السابع من أكتوبر 2023، بينهم نحو 8,800 معتقل في عام 2024 فقط. وقال الزغاري إن الاحتلال استخدم الاعتقال الإداري كوسيلة للانتقام من المعتقلين، بينما تم توثيق اعتقال 450 امرأة و 1065 طفلًا، مؤكداً أن ما يتعرض له معتقلو قطاع غزة يعد من أكبر التحديات التي واجهتها المؤسسات الفلسطينية.

في السياق نفسه، حذر حلمي الأعرج، مدير مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية "حريات"، من استمرار الاحتلال في ممارسة التعذيب الممنهج والجرائم الطبية ضد المعتقلين. وطالب الأعرج الأمم المتحدة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق فورية في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، داعيًا إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه في المحكمة الجنائية الدولية.

أمين شومان، رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أكد أن مؤسسات الأسرى تعمل على تجهيز ملفات لتوثيق الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، وأن هناك حاجة ملحة ل حراك شعبي وجماهيري للضغط على الاحتلال لوقف الانتهاكات بحق المعتقلين.

في ظل هذه الأوضاع المؤلمة، يظل الوضع في سجون الاحتلال الإسرائيلي مرشحًا للتفاقم إذا لم يتم التحرك بشكل عاجل من قبل المجتمع الدولي والمجتمع الفلسطيني للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء هذه الجرائم والانتهاكات ضد الأسرى الفلسطينيين.