اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارون مدير التحرير التنفيذي محمد سلامة
هجوم رأس السنة في نيو أورليانز.. جندي سابق يتحول إلى «ذئب منفرد» في خدمة داعش زيارة ألمانية وفرنسية إلى دمشق.. بوادر مرحلة دبلوماسية جديدة في العلاقات مع سوريا وزارة الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 3 يناير 2025 الحوثي يعترف علنًا بالدعم الإيراني.. هجمات جديدة على إسرائيل وتأكيد استمرار الصراع شيخ الأزهر يدعو لتبني إستراتيجية تعليم تراعي القيم الدينية والأخلاقية أمين البحوث الإسلامية: خطى رسول الله ومنهجه سبيل مهم لتحقيق الإنسانية الكاملة الجامع الأزهر يختتم اختبارات المرحلة الرابعة لمركز إعداد وتطوير معلمي القرآن الكريم 1250 فرع على مستوى الجمهورية.. وكيل الأزهر يفتتح رواقا جديدا للجامع الأزهر بالفيوم رئيس جامعة الأزهر: 100 ألف جنيه قيمة الجائزة الكبرى لمسابقة القرآن الكريم للطلاب والطالبات مرصد الأزهر يدين انفـ ـجار سيارة أمام فندق الرئيس الأمريكي ترامب «البحوث الإسلامية»: الاثنين المقبل.. المرحلة النهائية لاختبارات المتقدمين لمسابقة الابتعاث الخارجي أمين البحوث الإسلامية يوجه بتكثيف جهود التوعية بالدقهلية لتلبية الاحتياجات المعرفية للجمهور

فلسطين تحت وطأة العدوان.. أرقام مروعة تكشف واقعًا إنسانيًا كارثيًا مع نهاية 2024

فلسطين
فلسطين

استعرضت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، علا عوض، أوضاع الفلسطينيين مع نهاية عام 2024، مشيرة إلى الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر، والذي ألحق أضرارًا كبيرة في قطاع غزة والضفة الغربية. وفقًا للأرقام الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، انخفض عدد سكان قطاع غزة بنسبة 6% مع نهاية عام 2024، ليبلغ 2.1 مليون نسمة. هذا الانخفاض الكبير في عدد السكان يعكس تأثير العدوان الوحشي الذي لا يزال مستمرًا على القطاع، حيث أسفر هذا العدوان عن استشهاد 45,484 فلسطينيًا في القطاع حتى نهاية شهر ديسمبر 2024، من بينهم حوالي 17,581 من الأطفال، وحوالي 12,048 من النساء، إضافة إلى نحو 11 ألف مفقود، و إصابة نحو 108,090 مواطناً آخرين.

التأثيرات البشرية: في الضفة الغربية، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه، حيث استشهد 835 فلسطينيًا وأصيب 6,450 آخرين نتيجة هجمات قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين. وبناءً على هذه الأرقام، بلغ عدد السكان في دولة فلسطين حوالي 5.5 مليون نسمة بنهاية عام 2024. منهم 3.4 مليون نسمة في الضفة الغربية، بينما بلغ عدد سكان قطاع غزة 2.1 مليون نسمة، مما يعكس انخفاضًا مقداره 160 ألف فلسطيني مقارنة بتقديرات العام 2023.

من بين التعداد الإجمالي للسكان في قطاع غزة، هناك أكثر من مليون طفل دون سن الثامنة عشرة، مما يشكل ما نسبته 47% من سكان القطاع. هذا الارتفاع الكبير في عدد الأطفال يعكس الوضع الديموغرافي في غزة، التي تعد واحدة من أكبر التجمعات السكانية في فلسطين.

الفلسطينيون في الشتات: وفقًا للتقديرات السكانية المنقحة التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الفلسطينيين في العالم نهاية عام 2024 حوالي 14.9 مليون فلسطيني، نصفهم تقريبًا يعيشون خارج فلسطين التاريخية. من بين هؤلاء، هناك نحو 5.5 مليون فلسطيني في دولة فلسطين، من بينهم 2.8 مليون ذكر، و 2.7 مليون أنثى. بينما بلغ عدد الفلسطينيين في أراضي العام 1948 حوالي 1.8 مليون نسمة. كما تشير التقديرات إلى أن عدد الفلسطينيين في الشتات بلغ حوالي 7.6 مليون نسمة، منهم 6.4 مليون نسمة يعيشون في الدول العربية.

الفئات السكانية في فلسطين: من حيث التوزيع العمري، بلغت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 30 سنة 65% من مجمل السكان في فلسطين في نهاية عام 2024. وفي قطاع غزة، بلغت هذه النسبة 68% من إجمالي السكان، بينما كانت في الضفة الغربية 63%. كما بلغت نسبة الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة 37% من إجمالي السكان، مما يبرز حجم الفئات الشابة في المجتمع الفلسطيني.

الأوضاع الصحية والإنسانية: وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، فإن حوالي 60,000 سيدة حامل في قطاع غزة مهددات بالخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية في ظل العدوان المستمر. هناك أيضًا 13,649 سيدة حامل يتوقع أن يضعن أطفالهن في الشهر المقبل، منهم 5,522 سيدة في قطاع غزة، و8,127 سيدة في الضفة الغربية. كما يواجه حوالي 155,000 سيدة حامل ومرضعة تحديات كبيرة في الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية قبل الولادة وبعدها.

أما على صعيد الأمن الغذائي، فيواجه حوالي 96% من السكان في قطاع غزة مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. حوالي 495,000 شخص من سكان القطاع، أي 22% من السكان، يعانون من مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة). من بين هؤلاء، هناك حوالي 11,000 امرأة حامل و3,500 طفل مهددون بالموت نتيجة سوء التغذية ونقص الغذاء. كما استشهد 36 طفلاً نتيجة المجاعة وسوء التغذية في قطاع غزة.

الدمار في قطاع التعليم: أدى العدوان المستمر على قطاع غزة إلى تدمير العديد من المدارس والمؤسسات التعليمية، مما أثر بشكل كبير على حق الأطفال والشباب الفلسطينيين في التعليم. وفقًا لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، دمرت أكثر من 77 مدرسة حكومية بشكل كامل منذ بداية العدوان، كما تعرضت 191 مدرسة للقصف والتخريب، منها 126 مدرسة حكومية و65 مدرسة تابعة لوكالة الغوث. كما تعرضت 98 مدرسة في الضفة الغربية للتخريب.

كما دمر العدوان أكثر من 51 مبنى تابعًا للجامعات في قطاع غزة بشكل كامل، في حين تعرضت 57 مبنى جامعيًا لأضرار جزئية. إضافة إلى ذلك، تعرضت أكثر من 20 جامعة في القطاع لأضرار بالغة. في حين تعرضت 7 جامعات في الضفة الغربية لاقتحامات متكررة وتخريب وعبث بالمحتويات.

الضحايا من الطلبة والمعلمين: بلغ عدد الشهداء من الطلبة الملتحقين في المدارس الفلسطينية 11,796 شهيدًا، منهم 11,714 شهيدًا في قطاع غزة، و82 شهيدًا في الضفة الغربية. كما بلغ عدد الشهداء من الطلبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي 796 طالبًا وطالبة، بواقع 761 طالبًا وطالبة في قطاع غزة، و35 طالبًا وطالبة في الضفة الغربية. كما استشهد 466 معلمًا وإداريًا في المدارس الفلسطينية، منهم 463 في قطاع غزة، و3 في الضفة الغربية. أما في مؤسسات التعليم العالي، فقد استشهد 121 عاملًا وعاملة في قطاع غزة نتيجة للغارات الجوية المستمرة.

الأوضاع الاقتصادية: من الناحية الاقتصادية، يعاني قطاع غزة من انهيار كامل في اقتصاده نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر، حيث تراجعت مساهمة قطاع غزة في الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني إلى أقل من 5%، بعد أن كانت تمثل حوالي 17% قبل السابع من أكتوبر 2023. وتشير التقديرات الأولية إلى أن الناتج المحلي الإجمالي في غزة قد انكمش بأكثر من 85%، في حين تراجع في الضفة الغربية بنسبة 22%. وبناءً على ذلك، تراجع الاقتصاد الفلسطيني بشكل عام بنسبة ثلث مقارنة بما كان عليه قبل العدوان.

كما ارتفعت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق، حيث بلغ معدل البطالة في قطاع غزة 80%، وفي الضفة الغربية 35%، مما رفع المعدل الإجمالي للبطالة في فلسطين إلى 51%.

تشير هذه الأرقام إلى أن فلسطين، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، تعيش كارثة إنسانية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة نتيجة العدوان المستمر. وبالرغم من تزايد أعداد الشهداء والمصابين في مختلف المناطق، فإن الشعب الفلسطيني يواصل صموده في مواجهة التحديات الهائلة التي يواجهها.