غزة تحت الحصار.. تدهور إنساني مروع وسط محاولات لوقف إطلاق النار
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد تدهورًا بشكل متسارع مع تزايد الآمال في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، في وقت تتزايد فيه معاناة السكان بشكل ملحوظ. وأوضحت الصحيفة في تقريرها، الذي نُشر اليوم، أن الظروف في القطاع، التي وصفتها منظمات حقوق الإنسان بأنها بائسة، تشهد تفاقمًا مستمرًا، رغم الجهود المبذولة من قبل الوسطاء لتأمين هدنة.
وأشارت الصحيفة إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية التي بدأت ردا على هجمات السابع من أكتوبر 2023 قد أدت إلى تدمير معظم المدن في غزة، وأدت إلى نزوح نحو 90% من سكان القطاع البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، فيما يزداد الوضع سوءًا مع دخول فصل الشتاء، مما يضاعف من معاناة السكان.
وبحسب الصحيفة، تقول إسرائيل إن هدفها هو القضاء على تهديد حماس، وتؤكد أنها تبذل قصارى جهدها لتقليل الخسائر في الأرواح المدنية. ومع ذلك، فإن الوضع الإنساني المتدهور في غزة لاقى انتقادات شديدة من قبل الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، التي طالبت بضرورة التحرك الفوري لإنهاء معاناة السكان.
سلط التقرير الضوء على ثلاثة جوانب رئيسية من الأزمة الإنسانية في غزة، وهي: أزمة الغذاء، والمياه، والأدوية. ففيما يتعلق بالأزمة الغذائية، حذرت الأمم المتحدة الشهر الماضي من أن 1.95 مليون شخص مهددون بالمجاعة، وأن نقص المساعدات الغذائية يفاقم الوضع. وبحسب الصحيفة، فإن عمليات تسليم المساعدات الإنسانية ما تزال غير كافية، خصوصًا في المناطق الشمالية من غزة حيث فرضت إسرائيل قيودًا شديدة على دخول المساعدات.
أما بالنسبة لأزمة المياه، فأوضحت الصحيفة أن المياه يتم توصيلها بالصهاريج إلى منطقة مركزية في القطاع، حيث ينتظر السكان لساعات لملء جرارهم، ولكن جودة المياه تثير قلقًا كبيرًا. وقد تعرضت بنية غزة الأساسية في مجال المياه والصرف الصحي لأضرار كبيرة جراء القصف الإسرائيلي، فيما تُمنع واردات الوقود اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه.
وفيما يخص الأدوية، فقد أشارت الصحيفة إلى أن الأدوية الأساسية، مثل المسكنات والمضادات الحيوية وأدوية الأمراض المزمنة، أصبحت مفقودة بشكل كبير في غزة. وتوضح الصحيفة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الإمدادات الأساسية، وتوصيف الوضع فيها بـ "الموت والدم" بسبب الظروف غير الصحية.
ختامًا، لفت التقرير إلى أن منظمات إنسانية، مثل منظمة أطباء بلا حدود، وصفت الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المدنيين والمرافق الطبية في غزة إلى جانب "الإنكار المنهجي للمساعدات الإنسانية" بأنها "علامات واضحة على التطهير العرقي"، في إشارة إلى حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع.