تسارع الاعتداءات الإسرائيلية.. تهديد مستمر للمقدسات الإسلامية في القدس والضفة الغربية
أصدرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية تقريرها الشهري، الذي وثق سلسلة من الانتهاكات الخطيرة التي تعرضت لها المقدسات الإسلامية خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر 2024. وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستعمريه قد صعدوا من اعتداءاتهم على المسجد الأقصى المبارك، حيث سجل التقرير 22 اقتحامًا للمسجد، إضافة إلى 48 مرة من منع رفع الأذان في الحرم الإبراهيمي.
الاعتداءات على المسجد الأقصى
وأكدت الوزارة أن من أبرز هذه الانتهاكات كانت اقتحامات مستمرة للمسجد الأقصى، بما في ذلك اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، الذي اقتحم المسجد في أول أيام عيد الأنوار اليهودي، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. ويُعد هذا الاقتحام السابع لبن غفير منذ توليه منصبه، ما يثير القلق حول المخطط الإسرائيلي لفرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى.
وأشار التقرير إلى أن هذه الاقتحامات لم تقتصر على اقتحامات من قبل شخصيات إسرائيلية فحسب، بل ترافقها أيضًا محاولات لتكريس وجود المستعمرين من خلال أداء طقوس تلمودية داخل المسجد، مثل السجود الملحمي الجماعي والنفخ بالبوق وإدخال القرابين النباتية في أماكن محددة. هذه الأفعال تتم تحت إشراف وحماية شرطة الاحتلال، التي تمنع الحراس الفلسطينيين للمسجد من أداء مهامهم، وتضيق على المصلين المسلمين داخل المسجد الأقصى.
الاعتداءات على الحرم الإبراهيمي
فيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي، رصدت الوزارة 48 حالة من منع رفع الأذان في هذا الموقع المقدس. كما وثقت اقتحام قوات الاحتلال للساحة الخارجية للحرم واعتلاءها سطحه لأغراض غير واضحة، مما يشكل انتهاكًا لحرمة هذا المكان. وأضاف التقرير أن الاحتلال قام بحفرات داخل ساحات الحرم لتنفيذ مشاريع مثل تمديد خط صرف صحي، وهو ما يشكل تعديًا على أملاك الوقف.
إضافة إلى ذلك، تعرض مدير الحرم الإبراهيمي، الشيخ معتز أبو سنينة، للاعتداء من قبل قوات الاحتلال عند بوابات الحرم، حيث منعت قوات الاحتلال تقديم الإسعاف له. كما حاولت هذه القوات تعطيل فعاليات دينية مثل تلاوة القرآن الكريم داخل الحرم.
المخططات الإسرائيلية تجاه الحرم الإبراهيمي والمساجد الأخرى
وحذر التقرير من المخططات الإسرائيلية المستقبلية، خاصة تلك التي أعلن عنها عضو الكنيست عن حزب الليكود، الذي دعا إلى وضع الحرم الإبراهيمي تحت "السيادة" الإسرائيلية الكاملة. وهذا يفتح الباب أمام فرض مزيد من الإجراءات الاحتلالية على الحرم وعلى المقدسات الفلسطينية الأخرى.
وأورد التقرير أيضًا حالات أخرى من الاعتداءات على المساجد في مختلف المناطق الفلسطينية، مثل تهديد بلدية الاحتلال في القدس بهدم مسجد الإسراء في حي واد ياصول ببلدة سلوان. كما وثق التقرير اعتداء مجموعة من المستعمرين على مسجد بر الوالدين في قرية مردة بمحافظة سلفيت، وتدنيس مسجد يانون قرب بلدة عقربا في نابلس، حيث قاموا بأداء طقوس تلمودية داخل المسجد بعد تدنيسه بالأحذية.
الاعتداءات على المساجد في الضفة الغربية
أشار التقرير أيضًا إلى أن قوات الاحتلال قد اعتدت على مسجد أبو بكر الصديق في مخيم نور شمس، مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه. كما قامت جرافات الاحتلال بتدمير مدخل مسجد السلام في مخيم طولكرم، وأغلقت المدخل باستخدام السواتر الترابية، مما أضاف مزيدًا من الضغوط على أماكن العبادة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تستمر الانتهاكات الإسرائيلية ضد المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية بشكل متسارع، حيث تهدد هذه الممارسات بتهديد الهوية الإسلامية للمقدسات. ويشكل هذا التصعيد جزءًا من محاولات الاحتلال لفرض سيطرته الكاملة على الأماكن الدينية في القدس والضفة الغربية.