اتحاد العالم الإسلامي
اتحاد العالم الإسلامي
رئيس مجلس الإدارة د. محمد أسامة هارونرئيس التحرير أحمد نصار

مستشار ألمانيا المنتظر.. سياسي مقامر وهذه حكايته مع ميركل

المستشار الألماني المنتظر
المستشار الألماني المنتظر

يقترب فريدريش ميرتس، المحامي ورجل الأعمال وزعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي CDU، من أن يصبح مستشار ألمانيا الجديد بعد فوزه في الانتخابات الفيدرالية التي أُجريت الأحد. بعد 12 عامًا من التقاعد، قاد حزبه لتحقيق الصدارة، ما يتيح له تشكيل ائتلاف حكومي.
ميرتس، المعروف بحزمه وثقته بنفسه، يُعتبر الخيار الأفضل للتعامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقارنة بالمستشار المنتهية ولايته أولاف شولتز. ميرتس، الذي ينتقد تدخلات ترامب في الشؤون الألمانية، حقق نجاحًا كبيرًا، حيث فازت كتلته (CDU وCSU) بـ28.6% من الأصوات.

يُتوقع أن يستغرق تشكيل الحكومة وقتًا طويلًا بسبب منافسة حزب "البديل من أجل ألمانيا" AfD اليميني المتطرف. ويُعد ميرتس، البالغ من العمر 69 عامًا، أكبر مستشار ألماني سناً منذ كونراد أديناور. يختلف عن شولتز في شخصيته وحضوره الطاغي، ما يعزز قدرته على فرض سيطرته في الساحة السياسية.
على الصعيد الشخصي، يُعرف ميرتس بشخصيته الودودة والمرحة، رغم ميله أحياناً للتأكيد على سلطته بطرق قد تترك انطباعاً سلبياً. ثروته جاءت من عمله كمحام، ومن عضويته في مجالس تنفيذية لشركات كبرى، وهو معروف بصراحته وحدته أحياناً. كما يمتلك طائرتين خاصتين، وكان قد تأجل شراء إحداهما بناءً على طلب زوجته حتى يتخرج أبناؤه من الجامعة.

انسحب ميرتس تدريجياً من السياسة بعد صعود أنجيلا ميركل في عام 2002، إلا أنه عاد في يناير الماضي بخطوة مثيرة للجدل، حين سعى لتمرير قرار في البرلمان لتشديد قواعد الهجرة بالتعاون مع حزب "البديل من أجل ألمانيا" (AfD). هذه الخطوة أثارت صدمة سياسية وانتقادات، لكنها كانت جزءاً من محاولة لوقف استغلال AfD لموضوع الهجرة في دعاياتها الانتخابية. ورغم تلك المخاطرة، أكد ميرتس أنه لن يدخل في تحالف حكومي مع AfD.
في بداية الألفية، كان يُعتبر فريدريش ميرتس منافسًا لأنجيلا ميركل. ترشح في 2001 لمنصب المستشار، ولكن الحزب اختار إدموند ستويبر. بعد ذلك، انسحب تدريجيًا من الساحة السياسية وعاد لمهنته كمحامٍ. في 2009، قرر الانسحاب من السياسة تمامًا لمدة 12 عامًا.

ينحدر ميرتس من منطقة زاودرلاند في غرب ألمانيا، وكان قد بدأ مسيرته السياسية في 1989، حيث ترشح للبرلمان الألماني عن حزب CDU. سرعان ما أصبح متحدثًا بارزًا في الكتلة البرلمانية.

بين عامي 2005 و2021، تميز في القطاع الخاص، حيث عمل في شركة محاماة دولية، وكان مديرًا للمجلس الإشرافي لشركة BlackRock في ألمانيا.

عندما أعلنت ميركل مغادرتها السياسة في 2021، عاد ميرتس إلى السياسة، وانتُخب زعيمًا لحزب CDU في 2022. يُعرف بتوجهاته الاقتصادية الليبرالية، وكان مؤيدًا للطاقة النووية، وداعمًا لتحرير الاقتصاد وتقليص البيروقراطية.

مريتس أيضًا أثار في الماضي، ولا يزال، قضايا مثل سياسة الهجرة والثقافة المهيمنة في ألمانيا.
قبل 10 أيام من الانتخابات، حذّر فريدريش ميرتس، المرشح الأوفر حظاً لمنصب المستشار الألماني، من تدخّل إيلون ماسك في الحملة الانتخابية الألمانية، مؤكدًا أن الملياردير الأميركي سيواجه "عواقب" لهذا التدخل، سواء كانت سياسية أو قانونية. كما حذر من ضرورة أن تكون أوروبا مستعدة للدفاع عن نفسها بدون دعم الولايات المتحدة.

عقب فوزه، أشار ميرتس إلى أن أولويته هي تعزيز وحدة أوروبا لمواجهة التدخلات الأجنبية من الولايات المتحدة أو روسيا. واعتبر أن التدخلات من واشنطن كانت لا تقل خطورة عن تلك من موسكو، في إشارة إلى دعم ماسك لليمين المتطرف في ألمانيا.

فيما يتعلق بالاقتصاد الألماني، قال ميرتس إن البلاد تحتاج إلى مسار جديد لمواجهة التحديات مثل الاقتصاد الضعيف، البنية التحتية المتقادمة، والشيخوخة السكانية. وأوضح أنه قد يضطر لتخفيف القاعدة الدستورية "كبح الدين" للسماح باستثمارات ضخمة في البنية التحتية، وهو أمر سيواجه جدلاً سياسيًا كبيرًا.

كما أشار إلى الجدل حول دعم أوكرانيا، حيث أكد أنه من الضروري تقديم الدعم العسكري لكييف، محذرًا من مخاطر التقرب من روسيا.